جريمة سينمائية.. من أجل حبكة المشهد إعدام اثنين شنقا بفيلم
يعد الفيلم الأمريكى البريطانى "الوردة السوداء"، الذى أنتجته الشركة السينمائية الأمريكية العملاقة "توينتى سونترى بروديكشنز" عام 1950، وقامت بتوزيعه شركة "توينتى سونترى فوكس فيلم كوربوريشن"، من الأفلام التى لا تنسى فى ذاكرة التاريخ، خاصة بعدما تم فى أحد مشاهده إعدام اثنين شنقا بشكل حقيقى.
فأثناء تصوير بعض مشاهد الفيلم فى دولة المغرب، قام الحاكم الفرنسى (لويس مورين) بإعدام اثنين من المقاومين المغاربة شنقا على الشجر، كى يظهروا فى أحد مشاهد الفيلم، بدلا من استخدام الدمى، وحتى يكون المشهد أكثر واقعية، وكان ذلك كهدية من الضابط الفرنسى لمخرج الفيلم، لكونه من المعجبين بالممثل الأمريكى (أورسون ويلز)، الذى لعب فى الفيلم دور (بايان)، قائد جيش المغول، ويعتبر "الوردة السوداء" الفيلم الوحيد الذى صورت فيه جثث حقيقية.
اللقطة مثيرة للجدل والاشمئزاز فى الفيلم، والتى تظهر فيها جثتا مقاومين مغربيين معلقتين، بعد إعدامهما شنقا، ومشدودتين إلى جذع شجرة شامخة، منتصبة فى جبال الأطلس بالمغرب، كان وراء تغيير تلك اللقطة من المشهد ذاته، واستبدالها بلقطة أخرى، حلت فيها عن قصد جثة دمية، عوضا عن الجثتين الحقيقيتين حتى تبدو اللقطة عادية، وحتى يتم طمس "الجريمة السينمائية"، لكن كما يقال لا توجد جريمة كاملة فنظرا لعملية المونتاج التى تمت على الفيلم بعد حذف اللقطة الأصلية أصبحت مدة الفيلم أقل بثلاثين ثانية.