التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 03:16 م , بتوقيت القاهرة

صور.. قصة إنشاء كوبرى قصر النيل وأسوده الأربعة

كوبري قصر النيل
كوبري قصر النيل

بعد تحويل أحد أسود الكوبرى الشهير فى منطقة وسط البلد، فى القاهرة، إلى ما يشبه "نصبة شاى وحمص شام"،أصبح كوبرى قصر النيل، حديث مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، خلال اليومين الماضيين، الأمر الذى جعلهم مستائين إلى درجة كبيرة بسبب تشويه أثر تاريخى، قبل أن تعمل السلطات المسؤولة على إزالة هذه "النصبة".

 
بيع حمص الشام والشالا
 
نصبة شاى

نلقى الضوء فى هذا التقرير على قصة إنشاء هذا الكوبرى العريق، الذى تميز بتصميمه الفذ وتاريخه العريق على امتداد السنوات الماضية، كملمح من أهم ملامح القاهرة، وربما لا يعلم الكثيرون قصة إنشاء كوبرى قصرى النيل، أحد أشهر الجسور فى العالم، وقصة تماثيله الأربعة التى جاءت على شكل أسود، التى اكتسبت شهرة كبيرة.

 

 

أحد الأسود الأربعه
 

بنى الكوبرى فى عهد الخديوي إسماعيل، الذى شهد عصره تقدمًا معماريًا لا مثيل له بين أبناء أسرته، حيث سعى لتحويل قاهرة المعز إلى قطعة من أوروبا، فشرع فى إصدار أوامره لتشييد عدة معالم معمارية مميزة في أرجاء القاهرة. 

أحد الأسود
 
 

قصة إنشاء كوبري قصر النيل بدأت مع تفكير الخديوي إسماعيل في إنشاء جسر يربط بين ميدان التحرير، والذى كان معروفاً وقتها باسم "ميدان الإسماعيلية"، والضفة الغربية من النيل بمنطقة الجزيرة اقتداءً بمدن أوروبا التى تربط الجسور بين ضفافها، كان الناس ينتقلون فى هذه الفترة بين ضفتى النيل، باستخدام النقل النهرى، عبر المراكب الشراعية، التي تٌصف بجوار بعضها البعض وتمتد عليها ألواح من الخشب كى يسير الناس عليها، ما جعل من فكرة إنشاء الكوبرى وقتها فكرة عصرية متطورة، وبدأ العمل بشكل جدى في إنشاء الكوبرى عام 1869 حينما أصدر الخديوي إسماعيل، الأمر العالي لتنفيذ البناء، وتم إسناد المشروع لشركة الفرنسية، وبلغت تكلفة المشروع حوالى 2.750 ألف فرنك، أو ما يعادل  108 ألف جنيه مصرى فى هذا الوقت، واستغرق البناء حوالى 3 سنوات وبلغ طول الكوبرى 406 أمتار وعرضه 10 أمتار ونصف المتر شاملة الأرصفة الجانبية التى بلغ عرضها مترين ونصف المتر.

 
أسود قصر النيل
 
 

قصر النيل

 

أما تاريخ تماثيل أسود قصر النيل، فيعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، وقد أبدعها المثال الفرنسى الشهير هنرى  جاكمار، بطلب خاص من الخديوى إسماعيل، و"جاكمار"، هو المثال الذي صنع تمثال الكولونيل جوزيف سيف، الذى عهد إليه محمد على باشا ببناء الجيش المصرى الحديث، فاستوطن مصر التى أحبها واعتنق الإسلام فصار يعرف باسم سليمان باشا الفرنساوى، وأطلق اسمه على أحد أهم شوارع قلب القاهرة وعلى الميدان، وقد تغير اسمهما ليصبحا شارع وميدان طلعت حرب، بينما انتقل تمثال سليمان باشا من موقعه في الميدان إلى المتحف الحربى، ولا يعرف الكثيرون أن تماثيل أسود قصر النيل، صنعت فى الأصل لكي توضع على بوابتي حديقة حيوان الجيزة، لكن حين وصلت التماثيل الأربعة إلى القاهرة من فرنسا، كان الخديوى إسماعيل قد خُلع، وتولى ابنه الخديوى توفيق، الحكم، وكانت تجرى في ذلك الوقت عملية تجميل كوبرى الخديوى إسماعيل، كما كان يسمى الكوبرى آنذاك، ورأى الخديو توفيق، أن الكوبرى يحتاج لمظهر يليق بهيبة اسم والده، فتم وضع أسدين على كل مدخل، واستعيض عن التماثيل عند افتتاح حديقة الحيوان عام 1891، بلوحات مجسمة على المدخل تصور مختلف حيوانات الغابة.

 
 
 
 
 

الكوبري كان مكونًا من 8 أجزاء، منها جزء متحرك من ناحية ميدان الإسماعيلية طوله 64 مترًا لعبور المراكب والسفن يتم فتحه يدويًا من خلال تروس، علاوة على جزئين نهائيين بطول 46 مترًا و5 أجزاء متوسطة بلغ طول كل منها 50 مترًا.

 

تم تأسيس دعائم الكوبري من الدبش المحاط بطبقة من الحجر الجيرى الصلب، كما تم تنفيذ الأساسات بطريقة الهواء المضغوط، وصممت فتحات الكوبرى كي يمكنها حمل 40 طنًا والسماح بعبور عربات متتابعة وزن كل منها 6 أطنان أو تحمل أوزان ضخمة موزعة على جسم الكوبرى.

كوبرى قصر النيل عام 1960
 

 

87289-كوبرى-قصر-النيل-قديما