"أنا ابن مين.. أنا بنت مين..؟".. جملة رددها عددا كبيرا من أبطال الأفلام السينمائية التي ظلت راسخة في أذهاننا، ونحن نبحث عن نسب لأبطال الأفلام، التي ناقشت أزمة الأنساب، فما بين أب يتبرأ من ابنته، وبين أم حائرة للتفرقة بين طفلين لا تعرف أيهما يخصها، وبين أم تبيع ابنتها لامرأة ثرية للإنفاق على أطفالها الباقين.

 

تأرجحت قصص الأفلام السينمائية وحفرت في ذاكرتنا حيرة كبيرة رافقت أبطالها، لتحول الحبكة الدرامية إلى لغز كبير، منه من كشفت عنه في نهاية الفيلم، ومنه من بقي قصة مفتوحة على الاحتمالات لا نعرف حقيقة نسبها.. وبالتزامن مع اكتشاف الحمض النووي، نستعرض في هذا التقرير أشهر الأفلام التي ناقشت قضية النسب، والتي كان يسهل حل لغزها في دقيقة واحدة لو كان هناك DNA.

 

- "وجع دولت" لم يشفع لكشف السر بفيلم "تزوير في أوراق رسمية"

 

حيرنا "كامل" الذي أدى بطولته الفنان محمود عبدالعزيز، وأوجع زوجته "دولت"- مرفت آمين-  بفيلم "تزوير في أوراق رسمية"، لرفضه الكشف عن نسب ابنها، وذلك بعد أن توفيت زوجته الثانية وهي تنجب طفلا، في ذات التوقيت الذي ولدت فيه "دولت" ابنها، وهنا سيطرت عقدة مرات الأب على "كامل" الذي عانى في طفولته منها بسبب التمييز بينه وبين أخيه، فقرر أن ينتهز الفرصة، ويسجل ولديه باسم "دولت" لتغيب حقيقة نسب طفلها، وتتحول إلى لغز طول عرض الفيلم، إلا أن الحبكة الدرامية تصل إلى أقصى درجة بموت هشام سليم، أحد الأبناء، في حادث سيارة، لينجو منه أخوه إيمان البحر درويش، وهنا يقرر"كامل" الكشف عن اللغز، وهو يقول لزوجته: "طول عمرك نفسك تعرفي ابنك مين"، إلا أن زوجته تصرخ وترفض ذلك، وينتهي الفيلم دون أن نعرف "مين ابن دولت..؟".

 

حيرة "ماما كريمة" للبحث عن ابنتها بـ"فيلم العفاريت"

أوجعتنا الفنانة الجميلة مديحة كامل، في دور - ماما كريمة-، وهي لا تستطيع التفرقة بين ابنتها المخطوفة من"شمندي" رئيس عصابات تهريب الأطفال، وطفلة أخرى بعد أن قتل رئيس العصابة زوجها "الضابط" في أحد المداهمات الأمنية، وخطف ابنتها لتظل "ماما كريمة" حائرة على مدار الفيلم بين "بلية" و"لوزة" وهما طفلتين اختطفتهما العصابة إحداهما ابنه "ماما كريمة"، لكن الوصول إلى المعلمة "كاتعة" مسؤولة العصابة، وهي على سرير المرض، للكشف عن ابنه مديحة كامل الحقيقة في الفيلم، كان متأخرا للغاية، حيث نطقت أنفاسها الآخيرة دون أن تعلن حقيقة نسب طفلتها، فينتهي الفيلم نهاية درامية يغلق على اللغز دون كشف السر.

 

 

حيلة عادل إمام للقبض على "عبدة قماش" بفيلم "النمر والأنثى"

 

آثار الحكيم كانت في الفيلم امرأة "سكتها شمال"، قبل أن تتوب وترضى بزوجها الكهربائي البسيط وتنجب طفلها، وتقرر أن تعيش في الحلال، لكن تشابه شكلها مع ابنه رئيس عصابة تهريب المخدرات "عبدة قماش"- أنور إسماعيل- ، جعل الشرطة تستغلها كثغرة للدخول إلى بيت رئيس المخدرات، وإقناعه أنها ابنته التي غابت عنه لمدة 20 عاما، لتعيش هي والضابط "وحيد"- عادل إمام، داخل بيت رئيس العصابة، وتستمر أحداث الفيلم قبل أن تكشف "عدلات" اخته حقيقتها، وتؤكد له أنها مزيفة ومتعاونة مع الشرطة.

 

 

عبدالحليم حافظ مش ابن "حسين" بفيلم "الخطايا"

تعاطفنا مع عبدالحليم حافظ الذي أدى بدور"حسين" في فيلم "الخطايا" لكون أبيه المزيف عماد حمدي يفرق في معاملته ويفضل أخيه حسن يوسف عنه، إلا أن الأب لا يطيق كتمان السر، بعد خناقة كبيرة مع والده، ليكشف لـ"حسين" أنه ابن لقيط ولا ينتمي لدمه، ويسبب صدمة كبيرة لـ"حسين" تجعله يغرق في الأزمات النفسية، وهو لا يعرف والده الحقيقي ويقتنع أنه لقيط ويترك البيت، لكن والدته تستعيده مع نهاية الفيلم، وتؤكد له أنه ابنها الحقيقي وليس ابن لقيط وتبوح له بسر خيانتها لزوجها، التي أجبرتها على أن تضعه في أحد الملاجئ، وتتبناه فيما بعد حتى لا يعرف زوجها قصة خيانتها له ليعيش معها.

 

 

الفقر يقود "يسرا" لحيرة النسب في "لا تسألنى من أنا"

تعانى امرأة فقيرة اسمها عائشة "شادية" من الفقر، لذا فإنها تبيع ابنتها زينب "يسرا" للثرية العاقر شريفة "مديحة يسري" شريطة أن تقوم هي برعايتها بصفتها مربيتها.

كما تتكفل شريفة هانم بمصاريف أسرة عائشة لكي تتمكن من القيام بشؤون وطلبات أفراد أسرتها، لا يعلم هذا الاتفاق سوى زغلول محامي شريفة هانم، يكبر الأبناء ويحصلون على شهادات جامعية ووظائف مرموقة ويطلبون من أمهم الكف عن العمل كمربية، لكنها ترفض من أجل زينب.

تموت شريفة هانم ويظهر بعض أقاربها للمطالبة بالميراث في الثروة التي قد باعتها لابنتها بالتبني زينب، وهنا تدخل "يسرا" في صدمة ولا تعرف حقيقة نسبها، لكن في النهاية تكشف "عائشة" عن حقيقة انتمائها لها، وأنها أجبرت على ذلك لحماية أخواتها من الفقر.

تحايل "نورا" على الأم الثرية بـ"المليونيرة النشالة" 

تفقد مريم فخر الدين، ابنتها "مرفت" وتستغل "فيفي"- الفنانة نورا الشبه الكبير بينها وبين ابنه الأم، وتقرر أن تستغل إعلان يمنح مكافأة للعثور على ابنتها، لتدخل بيتها وتقنعها أنها ابنتها الحقيقة، وبعد انتقالها للعيش معهم تكشف "فيفي" ابنه عمها حقيقتها لمريم فخر الدين، وتؤكد لها أنها ابنه مزيفة وليست حقيقية.