"لعل الجنون مجرد حزن كفَّ عن التطور"-إميل سيوران-، ربما قد تتعدد أسباب ودرجات الجنون، ولكن في النهاية المرض واحد، ومن بين هذه الأنواع هناك إحداهم  يسمي "الجنون الجماعي"، تناولته السينما بشكل واقعي، في محاولة لتوضيح الصورة إلى من يشاهد هذه الحالات من وراء الزجاج.

تناولت السينما العديد من المشاكل المجتمعية، الاقتصادية، العاطفية، والنفسية، فهي لم تترك شئ إلا وتحدثت عنه ونقلته إلينا بشئ من الواقعية والسلاسة، ومن بين هذه القضايا كانت حالات الاختلال العقلي الجماعي، ورؤية كيف ينتقل هذا المرض كونه فيروس بين الجميع.

The falling

تبدأ أحداث فيلم"ذا فالينج" مع مجموعة من الفتيات في مدرسة إنجليزية عام 1969، حيث تسجل أول حالة إغماء مع فتاة تدعى "آبى"، ويتطور الأمر معها لتدخل في العديد من نوبات الإغماء، تنتهي بمفارقتها للحياة، وسرعان ما تبدأ هذه الحالات في الانتشار كالوباء بين الجميع.

وعلى غرار ذلك ينتهي الأمر بإغلاق المدرسة، وذلك بعد خروج الوضع عن حدود السيطرة، ويتحول جميع أعضاء المدرسة إلى المستشفى من أجل العلاج النفسي.

The Exterminating Angel

على أنغام حفلات الموسيقى وخلال عشاء رسمي في قصر سينيور إدموند نوبيل وزوجته، دعي فيه العديد من الأهل والأصدقاء، في غمضة عين يتحول كل هذه الأحداث ويترك جميع الخدم أماكنهم بطريقة غريبة وغير مفهومة.

وبعد انتهاء فترة العشاء يتجه الجميع إلى غرفة بعينها، وعند المغادرة لا يتحرك لهم ساكن، ويقضون الليلة بأكملها على الأرائك والكراسي، وتظل هذه الحالة لعدة أيام لا أحد يستطيع المغادرة، ويطور الأحداث بموت أحد الضيوف، وانتحار اثنان، إلا أن تلاحظ إحدى المدعوات أنّ الجميع يجلس في نفس المكان منذ فترة، ويبدأ الجميع في تغيير أماكنهم، وحينها يكتشفون أنّهم يمكنهم المغادرة.

Suicide Club

هذا الفيلم تناول حالات الانتحار الجماعي، حيث بدأت بـ"54" تلميذةً من خلال إلقاء نفسهم أمام أحد القطارات، وفي صباح اليوم التالي وفي مكان أخر يقوم اثنتين من الممرضات بالانتحار أيضًا، في اليوم الذي يتبعه، قام مجموعة من الطلاب بنفس الفعل ولكن من خلال القفز من أسطح العمارات، وتزداد الظاهرة تنتشر بشكل أكبر وأفظع في جميع أنحاء اليابان.