"فبراير الأسود".. احتفالية عظمى تحولت إلى شهرًا مظلمًا
قبل أن تحل الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل، استأجر الشاب بيتًا جديدًا لا يعلم عنوانه أحد، وأغلق جميع حساباته الإلكترونية، وألقه بهاتفه الخلوي في البيت القديم، وذهب إلى المنزل الجديد معتزلًا لدنياه الصاخبة وجعبته ممتلئة بمؤن تكفيه مدة تزيد على شهر الذي لونه أهله ومجتمعه بالسواد، وفقًا لمعتقدات دارت وتوارثتها الأجيال.
هكذا يرغب الجميع بالهروب من "فبراير الأسود"، الذي يظن الناس في مجتمعاتنا أنه شهر المصائب والمكائد، خاصةً المصريين، فعادة ما ارتبط هذا الشهر بوقوع أحداث سيئة ومؤسفة.
"شهر التاريخ الأسود"، هو لقب حقيقي لشهر فبراير يحتفل به الأمريكان كل سنة منذ عام 1926، رجوعًا لذكرى ميلاد شخصيتين أمريكيين من أصل أفريقي مؤثرين بالحياة والوضع الاجتماعي للأمريكيين وهما الرئيس الأمريكي السابق أبراهام لينكون و فريدريك دوغلاس المؤيدان لفكرة إلغاء الاستعباد أو الاسترقاق.
وفقًا للعديد من الدراسات الاجتماعية العلمية وأخرى دينية، فأنه لا يوجد أيام معينة تتحكم في مصير البشر، وإنما الأفراد أنفسهم هم المسؤولون عن مصيرهم الذي غالبًا ما يأتي نتيجة أفعالهم.
وأكد العديد من المراقبون، أن الاعتقاد السائد بأن هناك أيام سوداوية سيئة، تجعل الأشخاص في حالة سيئة بالفعل.