التوقيت الأحد، 29 ديسمبر 2024
التوقيت 08:43 م , بتوقيت القاهرة

هل واجب عليك القبول بالزوجة الثانية؟.. علم النفس يرد

تعدد الزوجات أمر مألوف في المجتمعات الشرقية، خاصة الإسلامية، فالعديد من الرجال يلجأون للزواج بأخرى في حالات مرض زوجاتهم، أو عدم قدرتهن على الإنجاب، أو حتى لعدم التوافق بينهما.


وكثير ما نتجت حالات انفصال وطلاق عِدة، بسبب زواج الرجل بأخرى، لعدم تقبل زوجته هذا الأمر، ففطرة وطبيعة المرأة تجعلها تُغار لكل من يقترب من زوجها، إلا أن الأمر اختلف اليوم، فأصبحت العديد من النساء تنادي بالتعدد، بل تقوم بخطبة زوجها بنفسها من أخرى.


ومؤخرًا، خرجت علينا امرأة تدعى "منى أبو شنب" تنادي بالتعدد، وتناشد الزوجات بتقبل فكرة زواج زوجها بأخرى.


وأوضحت "أبو شنب" في العديد من المنشورات، واللقاءات التلفزيونية، أن التعدد تقي الزوج من الوقوع في الخطأ أو الحرام، مؤكدة أن العيب دائمًا ما يكون من الزوجة الأولى، لذا عليها تقبل زواجه عليها حتى يتعدل سلوكها معه.


 


أبو شنب


 


لم يكُن الأمر مفاجأة للبعض، لأن صاحبة الأمر تناشد بالتعدد دون إبداء شروط، أو عُذر كما أمرنا الله، ولكن لكونها امرأة، فكانت محل استفهام للكثير.


لم تكُن "أبو شنب" هي الحالة الأولى أو حتى الأخيرة في مجتمعنا، فمنذ عدة أيام، تداول مستخدمو موقع "فيس بوك" صورة ترصد زوجة من محافظة كفر الشيخ تجلس بجوار زوجها خلال حفل زفافه الثاني، وهي مبتسمة وملامح الرضا والقبول على وجهها، لتثير جدلًا كبيرًا حولها.


زوجة تحضر زفاف زوجها


ودافع أبطال تلك القصص عن تقبلهم، أو مناشدتهم للتعدد بحجة الدين، وانه أمر شرعي لا يحمل حُرمانية، مُستندين على قوله تعالى في سورة النساء «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا» صدق الله العظيم.


مثنى وثلاث ورٌباع، هذا شراع الله، ولكن ماذا عن النصف الآخر في النص القرآني "فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَة" هل لا ينطبق تحت شرع الله، ولأن الله عادل فلم يترك الأمر مباحًا لكل من أراد، ولكنه وضع له شروطًا وضوابط، قد أغفلها البعض، فقد اشترط الله العدل بين الزوجات في حالة التعدد، ليأتي قوله في موضع آخر:" وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُم"، ليؤكد سبحانه وتعالى أن أمر العدل يصعُب على الكثير من الرجال بل يعد مستحيلًا.


ولأن الأمر هُنا ليس دينيًا، ولكنه عن موقف المرأة تجاه تقبل زواج زوجها، فما الذي يدفعها لهذا الأمر، وما الذي يجعلها تتخلى عن فطرتها الطبيعية "الغيرة" علم النفس يرد.


  "الدراما رخصت المرأة وجعلتها تتقبل الشِرك"


الزوجة الرابعة


هكذا علقت الدكتورة أماني التونسي، الاستشاري النفسي، وخبيرة العلاقات الزوجية، قائلة: "تقبل الزوجة لزواج زوجها شيء طبيعي ناتجة عن رسائل خفية قدمتها لها الدراما"، مؤكدة أن الدراما والسينما نجحت في ترويج تقبل فكرة التعدد بدون أسباب، بعدما نقلت الأمر بشكل اجتماعي فكاهي سلس، ولنا في مسلسلات "الزوجة الرابعة، وعائلة الحج متولي" عبرة.


وأضافت "التونسي" خلال حديثها لـ"دوت حياة" أن الشريحة التي تتقبل تلك الفكرة غالبًا ما يكون مستواها الفكري والمادي أزمة لها، يجعلها تتقبل بأقل الأوضاع، مشيرة إلى أنهم يعانون من مرض نفسي يُدعى "عدم الاستحقاق" وهو تدني الثقة بالنفس، تجعلها تتقبل وجود شريكة لها في زوجها.


وأشارت الاستشاري في النهاية، أنها لا تنتقد من تتقبل الوضع، فهي حريتها أولًا وأخيرًا، ولكنها ضد مناشدتهن الباقيات بتطبيقه وسلب حرية رأيهن، قائلة: "عدو المرأة هي المرأة نفسها".


"أحيانًا الظروف بتكون أقوى منه"


التعدد


على الجانب الآخر أوضح الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الزوجية، أن لفروق الفردية بين كل إنسان وآخر، تجعل من زوجة تتعايش وتتقبل الأمر، ومن أخرى ترفضه نهائًيا، قائلًا: "أغلب اللي بيقبلوا بيكون انتهى الحب بينها وبين زوجها والحياة أصبحت روتينية، ولا تود الانفصال".


وأضاف "هاني" خلال حديثه لـ"دوت حياة" أن الظروف قد تلعب دورًا رئيسيًا تضغط به على الزوجة الأولى وتجعلها تتقبل الثانية، مؤكدًا أنها قد تتظاهر بالقوة والتقبُل، ولكنها تتألم أشد آلم.


اقرأ أيضًا:


فيديو| "زي القرع يمد لبرة".."هلال" يكشف تفاصيل زواجه الثاني في حضور الأولى