الشناوي.. 23 عاما.. 18 مباراة دولية.. مجزرتان.. 92 ضحية
ربما لم يشهد أي لاعب كرة قدم في العالم ما شاهده حارس مرمى نادي الزمالك، أحمد الشناوي، ليس على صعيد عدد المباريات أو الألقاب أو البطولات، وإنما على صعيد الأحداث المأساوية خلال مسيرته الكروية القصيرة.
وصار الحارس، والذي يبلغ من العمر 23 عاما فقط، شاهدا على مذبحتين كرويتين هما الأبشع في تاريخ الكرة المصرية، حيث كان حاضرا في مذبحة إستاد بورسعيد، وكذا الحال بالنسبة لأحداث إستاد الدفاع الجوي.
الحارس الذي يعد من مواليد بورسعيد عام 1991، اختاره القدر لأن يكون حارس مرمى النادي المصري البورسعيدي الأساسي في مباراة فريقه أمام الأهلي، في الأول من فبراير لعام 2012.
كان ينتظر الشناوي، صافرة حكم مذبحة إستاد بورسعيد، فهيم عمر، للاحتفال رفقة زملائه بالفوز على الأحمر، إلا أن صافرة النهاية كانت على غير المتوقع، معلنة أبشع مجزرة كروية في تاريخ الملاعب المصرية، راح ضحيتها 72 مشجعا أهلاويا.
شارك الشناوي، مع لاعبي الأهلي في حمل جثامين الضحايا، ورؤية احتضارهم أمام عينيه، أزمة عنيفة عاشها لاعبو الفريقين، وألقت بظلالها على الكرة المصرية بأكملها لأشهر عديدة، وتخطى الأمر ليصل لإيقاف نشاط الكرة المصرية لمدة عام كامل على إثر المذبحة.
وأخذت الأيام والشهور دورتها، لينتقل أحمد الشناوي، لصفوف فريق نادي الزمالك، محققا حلمه في حراسة عرين الفارس الأبيض والمشاركة بصفة أساسية، غير أنه غاب عن لقاء النصر لتعرضه لنزلة برد.
ويعود الحارس، للمشاركة أساسيا مع الزمالك أمام إنبي، ليشهد مذبحة جديدة للجماهير في أحداث إستاد الدفاع الجوي، والتي راح ضحيتها 22 قتيلا فضلا عن عشرات المصابين، وفقا لبيان مكتب النائب العام.
يعيش الشناوي، تجربة مريرة جديدة، بعد أن صار واحدا من المتهمين بخوض لقاء الزمالك وإنبي رغم سقوط قتلى، ورغم أغلظ الأيمان التي أقسمها لاعبو الزمالك بأن أحدا منهم لم يكن على علم بحدوث وفيات قبل اللقاء، إلا أن البعض لا يزال يشكك في مصداقيتهم، ليتعرض الحارس لأقسى أنواع الضغط العصبي، رفقة زملائه في الفريق الأبيض.
ولم لم يتجاوز الشناوي، بعد عامه الـ 24، وشارك حتى الآن مع الزمالك منذ عودته للفريق، في 10 مباريات فقط، كما خاض 18 مباراة دولية مع الفراعنة، ولم يحرز أي بطولة، وسجل في سيرته الذاتية إلى جانب ما سبق، أنه عاصر مجزرتين كرويتين، وكان شاهدا على 92 قتيلا من مشجعي الأهلي والزمالك.
الشناوي، ليس وحده من عانى التجربتين المريرتين، فزميلاه في النادي البورسعيدي سابقا، أحمد شرويدة ومحمود توبة، ساقهما القدر للانتقال لصفوف فريق نادي إنبي، ليعيشان معا مأساة أحداث إستاد الدفاع الجوي، كما عاصرا مجزرة إستاد بورسعيد مع النادي المصري.