التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 06:44 ص , بتوقيت القاهرة

صور| بودا.. أهلاوي رافق أصدقاءه للدفاع الجوي.. ففسر رؤياه

كان كعادته لا يترك أصدقائه، اعتاد على مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، وكان كما يبدو على ملامحه السمراء ودودا بطبعه،  اتفق على الذهاب رفقة أصدقائه إلى إستاد الدفاع الجوي، ليس لتشجيع الزمالك أمام إنبي، وإنما انتظارا لهزيمة الزمالك التي ستجعله "يعايرهم" أملا في تقليص الفارق مع المتصدر، فعلى الأرجح أننا لم ننوه بعد أن عبدالرحمن الشاذلي، أحد ضحايا أحداث إستاد الدفاع الجوي، كان بالأصل أهلاويا.



عبدالرحمن الحسن الشاذلي، طالب يدرس الإدارة ونظم المعلومات بأكاديمية المستقبل، يعشق التصوير الفوتوغرافي لدرجة جعلته يحترف فنون التصوير، وحصل على جائزة أفضل مصور فوتوغرافي في الأكاديمية.


ويمكن للجميع التعرف على الشاذلي بسهولة، بمجرد أن تزور صفحته الشخصية الخاصة به على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".



كان عاشقا للنادي الأهلي، وكرويا متعصبا، يشجع بحرارة، شأنه شأن أغلب الشباب، بل وأغلب المصريين، وقد يخرج أحيانا عن النص بمداعباته لزملائه من أنصار الفريق المنافس، يتبادلون الهجوم والسخرية كل على الآخر.


لكن ذلك لم يمنع الفقيد، أن يعرض عليه أصدقاؤه الاحتفال معهم بعودة الجماهير إلى المدرجات، وأن يذهب معهم إلى مدرجات ملعب إستاد الدفاع الجوي لمتابعة مباراة الزمالك وإنبي المهمة لهم من أجل الفوز، والمهمة له أيضا من أجل خسارة الزمالك.



أصدقاؤه يعلمون جيدا أنه سيتمنى خسارة فريقهم، وسيقضي طريقه ذهابا بالدعاء لفوز إنبي نكاية في خصمه الدائم، وسيقضي معهم طريق العودة عقب المباراة في السخرية حال الهزيمة أو التعادل، فهم يعرفون من هو "بودا" ذلك الصديق الطيب الودود، والذي لن يمنعه انتماؤه أو يمنعهم حبهم لناديهم من "الصحبة الحلوة" في الطريق إلى الإستاد، والتي لا تكتمل لديهم إلا في وجود عبدالرحمن.



 


عبدالرحمن كان يحتفل بنجاحه في الفصل الدراسي الأول قبل 48 ساعة فقط من يوم المباراة، هنأه أصدقاؤه بالنجاح، واستقبلته السماء بعدها بأيام لتحتفل بنجاحه في الآخرة أيضا.



بودا، والذي كان يحبه الجميع، تحدث ببراءة كاملة عن حلم به قبل الحادثة بـ 3 أيام، فحكى تفاصيله على صفحته الشخصية، ولم يكن يعلم أنها رؤيا لسيناريو إلهي لما سيحدث له في ممر الموت بإستاد الدفاع الجوي.


حكى عبدالرحمن، أنه رأى في منامه أنه يدخل مغارة ضيقة مهجورة، بها مخبأ مغطى بغطاء، فما أن رفع الغطاء حتى وجد العديد من سبائك الذهب التي تناول إحداها، كان يريد بودا، من أصدقائه أن يفتوه في رؤياه، فكانت الحادثة هي المفسر لتلك الرؤية، في انتظار سبائك الذهب التي سيهديها الرحمن لـ"عبده" في جنة الخلد بإذن الله.



 


"بودا" راح ضحية أحداث اشتباكات الدفاع الجوي، لتتحول صفحته الشخصية على "فيس بوك" من رسائل حب مع أصدقائه وأهله، وصور التقطها بالكاميرا الجديدة التي كان سعيدا بها، إلى صفحة لكتابة برقيات العزاء والنعي التي تقطر ألما، خاصة من أصدقائه الذين يشعرون بالذنب لمجرد دعوتهم له بالذهاب للمباراة المشؤومة، رغم أنه ليس مشجعا لفريق نادي الزمالك.