شفافية القمة الباهتة
عندما تقول أهلي وزمالك، فأنت لا تتحدث عن عشرين أو ثلاثين أو حتى خمسين مليون مصري، بل تتحدث عن أكثر من مئة مليون عربي، وربما مئة وخمسين مليونا.
وأعرف، قبل أن يُبادر البعض بالتصحيح والتنقيح، أن عدد سكان مصر يفوق التسعين مليونا، ولكن من الخطأ الكبير أن نقول إن هذه المباراة تهم التسعين مليونا بالأطفال الرضع وكارهي كرة القدم وعشاق الرياضات الأخرى، الذين قد لا يتابعون كرة القدم من قريب أو من بعيد، وبالتالي يُمكن حصر العدد بعشرين إلى ثلاثين مليون مهتم، والأمر نفسه ينطبق على الوطن العربي.
إذن نحن نتحدث عن عددٍ كبير من البشر يهمهم متابعة هذه القمة، إن كان في الملعب، وهو ما ليس ممكنا حتى للمُصرين، أو عبر شاشات التلفزة، وهو ما فعلته شخصيا، وخرجت غير راضٍ أبدا عن قمة باهتة ليس فيها ما يُذكر سوى هدفيها اللذين سُجلا خلال ثلاث دقائق، وهو ما اعترف به جهارا القائم بأعمال المدير الفني للزمالك محمد صلاح، والذي كان شفافا إلى درجة كبيرة عكس مدرب الأهلي جاريدو.
فصلاح قال إن المباراة لم تكن ممتعة للجماهير، وقال إن المهم أن فريقه لم يخسر وبقي متصدرا، وأنه تأخر في تغيير محمد كوفي ومصطفى فتحي بسبب شكوى بعض اللاعبين داخل الملعب ( كلام كبير وصريح أيضا)، ورغم قوله إن فريقه قدّم مباراة جيدة، وأن الأهلي هو ما عادله، إلا أنه لم يصف فريقه بالرائع، رغم أن أيمن حفني كاد أن يُسجل أسرع هدف في تاريخ لقاءات الفريقين.
ولكن جاريدو مدرب الأهلي، والذي لا أتفق معه في الرأي رغم أهلاويتي المُعلنة منذ أربعين عامًا، وصف فريقه بالرائع ( ؟).
وإذا أردنا أن نكون واقعيين فوضع الأهلي إداريا وفنيا وحتى عناصريا يختلف جدا عن وضع الزمالك الذي هرب مدربه ولديه مشاكل على صعيد التصريحات الإدارية، ولتعرض أحمد علي للإصابة وخروجه في الشوط الأول، فيما حدثت إصابة وليد سليمان في الدقيقة 67 إضافة لغياب خالد قمر ومعروف يوسف للإيقاف من اتحاد الكرة، وأحمد سمير لعدم اكتمال اللياقة البدنية بعد عودته من الإصابة ورضا العزب ويوسف إبراهيم "أوباما" وحارس المرمى محمد أبو جبل لأسباب فنية.
فماذا يُريد جاريدو أكثر من ذلك؟ إضافة لتشكيل الأهلي عقدة للزمالك في الدوري، فهو لم يفز عليه منذ 2007.
صحيح أن الأهلي غاب عنه بعض الأسماء أيضا مثل محمد ناجي جدو وعمرو جمال ومحمد هاني وأحمد عادل عبد المنعم بسبب الإصابة، وحسين السيد ومؤمن زكريا للإيقاف وشريف إكرامي لظروف مرض ابنته، ولكن الكفة كانت لصالحه قبل اللقاء، ولا أتفق مع مدربه جاريدو أن الفريق كان رائعا.. فإذا كان رائعا وتعادل في هذه الظروف بعدما تأخر بهدف، فكيف لو فاز وبغلة وافرة من الأهداف.. وقتها ماذا سيقول جاريدو عن فريقه ؟ هل سيقول حققنا معجزة؟
الشفافية برأيي أحد أسباب تطور ونجاح أي عمل، والنتائج وحدها هي التي تحدد مصير أي مدرب وليس تصريحاته لأن للآخرين أعين يرون بها أيضا.