رحل الجسد ورسخت المبادئ بعد 16 عامًا.. صالح سليم مايسترو كل العصور
رحل الجسد منذ سنوات طويلة.. لكن مبادئه العظيمة مازالت تفرض نفسها على كثيرين فى الشارع الكروى، عندما نواجه مشكلة كبرى أو أزمة عنيفة لا نتردد فى استرجاع مبادئ الراحل صالح سليم وماذا كان سيفعل لو تعرض لموقف مُشابه.
أطفال صالح سليم
تحل اليوم الأحد، الذكرى السادسة عشر لرحيل الراحل صالح سليم الذى توفى فى السادس من مايو عام 2002، وهى ذكرى نحتفى بها سنويًا لأنه المايسترو الذى يستحق أن تكون مبادئه وتقاليده من أسس الإدارة الرائعة ليس فقط فى الرياضة ولكن فى شتى المجاملات.
صالح سليم فى الطفولة
صالح سليم.. رمز يُساهم فى تكوين كيان الأهلى
صالح محمد سليم هو أحد أهم الرموز، التى أثرت بشكل مباشر فى تكوين كيان الأهلى ومكانته عبر العصور، فهو الرجل الذى أفنى حياته فى خدمة النادى داخل وخارج الملعب حتى آخر يوم فى عمره.
المايسترو صالح سليم
بدأت حكاية صالح مع الأهلى عندما انضم لصفوف فرق الناشئين عام 1944 قبل أن يصبح أحد أعمدة الفريق الأول فى أواخر الأربعينات، ليقود جيلا ذهبيًا ساهم بقوة فى بناء قاعدة بطولات النادى الأهلى بالفوز بدرع الدورى العام 9 أعوام متتالية كرقم قياسى لم يتكرر.
المايسترو مع شقيقة الراحل طارق سليم
وسجل صالح سليم ما يقرب من 100 هدف بالفانلة الحمراء ساهمت فى حصوله على حوالى 20 بطولة كلاعب حتى اعتزاله عام 1967.
صالح سليم مع أنور سلامة
وقاد المايسترو من كرسى الرئاسة النادى الأهلى لتحقيق العديد من الإنجازات والبطولات فى فترة الثمانينات، أهمها الفوز بدورى أبطال أفريقيا للمرة الأولى عام 1982.
صالح سليم يُداعب طفلا
إنجازات تُسفر عن لقب "نادى القرن"
وانتهت فترة رئاسته الأولى بنهاية عام 1988 ولكنه سرعان ما عاد لبيته فى 1992 لولاية ثانية استمرت عشر سنوات بنى فيها صالح قاعدة الاستقرار التى ساهمت فى زيادة حصيلة الأهلى من البطولات وارتفاع أسهمه حتى نال بجدارة لقب "نادى القرن".
المايسترو صالح سليم
وفى السادس من مايو عام 2002، رحل صالح سليم بعد صراع مع سرطان الكبد، ولكن بقيت ذكراه خالدة لما قدمه من أسس ومبادئ ألقت بظلالها على كل من له صلة بالنادى الأهلى.
لم تكن قاعدة "الأهلى فوق الجميع"، مجرد كلمات رددها الرئيس التاريخى للنادى الأهلى، بل إنها كانت شريعة وقانونا معمولا به داخل جدران القلعة الحمراء ولا يمكن كسره.
صالح سليم ينفعل فى إحدى المباريات
3 مواقف تُجسد أسطورة مبادئ المايسترو
ويحمل تاريخ الأهلى الكثير من المواقف التى فضل خلالها صالح إرساء قاعدة أخلاقية، بغض النظر عن تأثير القرارات التى سيتخذها على فرص الأهلى فى الفوز بالبطولات.
المايسترو يُطفئ الشموع
الموقف الأول والذى سيظل خالدًا فى التاريخ هو إيقاف 16 من لاعبى الأهلى عام 1985، بعدما أخطأوا وكان ذلك قبل مباراة مصيرية أمام الزمالك فى بطولة كأس مصر، وفضل المايسترو أن يخوض الفريق المباراة بتشكيل مكون من اللاعبين الشباب تحت 20 و19 سنة، وبالفعل انتصرت المبادئ والأخلاق وفاز الأهلى فى المباراة بنتيجة 3-2، ولكن لم تكن النتيجة تشغل بال المايسترو، إنما كان ينظر إلى الأمام وإلى إرساء قاعدة أخلاقية ثابتة داخل جدران الجزيرة.
صالح سليم
الموقف الثانى للمايسترو، والذى قال خلاله عبارته الشهيرة للمدرب الإنجليزى آلان هاريس: "لو إيقاف لعيب هيضيع منك البطولة استعد.. عشان هو هيتوقف، ومش مهم البطولة" ـ وكان ذلك بعد قرار صالح سليم بإيقاف حسام حسن لمدة عام، ورغم رد المدرب الأجنبى أن ذلك سيجعل الأهلى يخسر الدورى، إلا أن المايسترو لم يهتم باحتمالية خسارة لقب؛ من أجل الحفاظ على مبادئ القلعة الحمراء وتكرر النجاح وتوج الأهلى بلقب الدورى.
صالح سليم
الموقف الثالث للمايسترو كان ضد النجم الغانى أحمد فيليكس، الذى تأخر لمدة يوم عن العودة إلى الأهلى بعد إحدى الإجازات، وكان الفريق مقبلا على المشاركة فى البطولة العربية، وفيليكس هو مهاجم الأهلى الأول وقتها، ولكن ذلك لم يمنع صالح سليم من إصدار قرار بإيقاف اللاعب عن المشاركة فى البطولة العربية، التى دخلت أيضًا إلى دولاب بطولات القلعة الحمراء.
صالح سليم يصافح المستشار عبد المجيد محمود النائب العام الأسبق
رقم قياسى صامد
يحتفظ صالح سليم بالرقم القياسى لأكبر عدد من الأهداف يحرزها لاعب فى مباراة واحدة، حين أحرز سبعة أهداف فى مرمى النادى الإسماعيلى فى الدور الأول لموسم 1958 وانتهت المباراة وقتها بفوز الأهلى بثمانية أهداف نظيفة.
صالح سليم فى أحد المؤتمرات
يبقى صالح سليم من أوائل اللاعبين الذين احترفوا بالخارج، حينما انضم إلى صفوف نادى جراتس النمساوى بعدما ذاع صيته عام 1963، ولكنه لم يستمر أكثر من أربعة أشهر رغم تقديمه مباريات قوية مع ناديه وإحرازه ستة أهداف فى مباراة واحدة بالدورى حتى أطلقت عليه الجماهير النمساوية لقب "الفرعون المصرى".
ولم تقتصر شهرة الراحل صالح سليم على المجال الرياضى فقط، بل إنه دخل المجال الفنى، وشارك فى تمثيل عدد من الأفلام السينمائية منها "السبع بنات" و"الشموع السوداء" و"الباب المفتوح".