كرة القدم، اللعبة التي يتعلق بها العالم إلى حد الهوس، الصناعة التي تدير وتحرك المليارات بين بنوك ومصارف العالم، ورغم ذلك لازالت العاطفة تقف وراء الكثير من قرارات العاملين بها، فالعاطفة هي سر كرة القدم مهما تغول الاحتراف.

الحب الذي يمنحه الجمهور للاعب ما، سرعان ما يتحول إلى كراهية، إذا لم يقدر هذا اللاعب عاطفة الجماهير، ، وهو ما تعرض له عبد الله سعيد، لاعب خط وسط النادي الأهلى، عقب مماطلته في تجديد تعاقده مع القلعة الحمراء اعتراضًا على المقابل المادي، وفي الوقت نفسه ظهرت مؤشرات تقرب اللاعب من الغريم التقليدي نادي الزمالك.

وعلى الرغم من حسم اللاعب للجدل المثار على توقعيه لكلا الغريمين، وتجديد تعاقده لموسمين مع القلعة الحمراء، إلا أن جمهور الشياطين الحمر لا يزال غاضبًا من موقف اللاعب، الذي لم يضع الجمهور أو الانتماء للنادى في المقام الأول، مثلما فعل أحمد فتحي، ومن قبله محمد أبو تريكة.

وبالتزامن مع هذه الأحداث كان "أبو تريكة" حديث الشارع، عقب إصدار نيابة النقض، توصية بإلغاء قرار محكمة الجنايات بإدراج اسمه على قائمة الإرهاب، ومع هذا القرار نستعرض مواقف "الماجيكو" مع جمهور الأهلى وهي المواقف التي لم يستوعبها عبد الله السعيد.

رفض الاحتراف

في عام 2008، وأثناء عودة بعثة النادي الأهلي من اليابان، هتف جمهور النادي الأهلى للماجيكو، بالبقاء في القلعة الحمراء، وعدم قبول عقد الاحتراف المقدم من قبل الهلال السعودي آن ذاك، ورغم أن أبو تريكة كان قد وافق على العرض الخرافي من زعيم آسيا، إلا أنه بعد وصول اللاعب إلى النادي، أبلغ إدارة الأهلى  برفضه العرض، والذي تجاوز حينها خمسة أضعاف راتبه في الأهلى، ليظهر احترام "تريكة" لرأي الجمهور وعشق "الفانلة الحمراء".

أبو تريكة

الانحياز للجمهور

الواقعة السابقة لم تكن الأولى التى تُظهر معدن الرجل، حيث رفض "أبو تريكة"، لعب مباراة السوبر أمام إنبي، في افتتاحية الموسم التالي لمجزرة بورسعيد، تضامنًا مع ضحايا الحادث وذويهم، في موقف تسبب في مشكلات كبيرة للاعب، ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالاعتزال وقتها، قبل أن يقنعه زملاؤه بالعودة للتدريب مرة أخرى.

الفلوس آخر حاجة

وعلى نفس الخطى في مواقف اللاعب المشرفة، كشف المعلق الرياضى أحمد الطيب، عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، أن "أبو تريكة"، رفض تقاضي مقابلًا ماديًا يصل إلى 50 ألف يورو، نظير مشاركته في افتتاح ملعب "الجابر" بالكويت، في المباراة الاستعراضية التي أقيمت بين منتخبي الكويت ونجوم العالم، وشارك فيها ضمن منتخب نجوم العالم، ونال قدرًا من التشجيع وصل لحد الهستيرى من قبل الجمهور الحاضر أثناء دخوله وخروجه من أرضية ملعب اللقاء، فاللاعب بهذه التصرفات فضل حب الجمهور على الماديات،  وهو ما سار على عكسه "عبد الله السعيد" صانع الألعاب الحالي للفريق.