قال الرئيس التنفيذي لبنك الاتحاد الوطني في الإمارات، محمد نصر عابدين، إن المواطن المصري يدرك جيدا حجم المشكلات والأزمات التي يعاني منها الاقتصاد خلال الفترة الحالية، ولابد أن يدرك أن حل هذه الأزمات ليست مسألة لحظية، ولكنها تتطلب الانتظار والتضحية، بالإضافة إلى ضرورة مسايرة العمل والإنتاج لتنشيط الاقتصاد المصري.

أضاف خلال حواره مع الإعلامية دينا عبد الفتاح، ببرنامج "60 دقيقة"، أن الاقتصاد المصري يتميز بالتنوع ووفرة كافة الإمكانيات التي تمكنه من التقدم وتخطي المرحلة الحاليةن ولكن الأمور تتوقف على ضرورة وجود قيادة واعية بالأزمات التى يعاني منها الشعب، وامتلاكها رؤية وخطة مستقبلية تسطيع أن تقوم بها بجانب موارد تجعل هناك استمرارية في التنفيذ. 

وتابع:" الاقتصاد المصري تم إنهاكه بشدة باستنزافه لصالح فئة محدوة على مدار الـ30 سنة الماضية"، موضحا أن المواطن المصري أصبح يفتقد إلى قيمة العمل بشكل يجعله غير قادر على الإنتاج الجيد، وهو ما يؤثر بالسلب في النهاية على مستقبل الاقتصاد.

ولفت إلى أن الشعب المصري يحلم بتوفير حياة كريمة بعيد عن الاستغلال والاستنزاف مع توفير أبسط حقوقه في التعليم والصحة، ولكن تطبيق مفهوم العدالة الاجتماعية في الوقت الحالي يعد أصعب كثيرا من فترة الخمسينيات التي اتخذت فيها الدولة قرارات لا يمكن أن يمحوها أحد من ذاكرته، كان منها عمليات إعادة توزيع الملكية لصالح الطبقات الفقيرة، وتحسين مستويات دخول هذه الطبقات بما يسمح بوضعهم في مستوي معيشي أفضل.
وحول تخوف رجال الأعمال المصريين من توسع المستثمرين الخليجيين فى السوق المصرية في المرحلة المقبلة، قال إن نهضة الاقتصاد المصري ستقوم بالأساس بالاعتماد على المستثمر المحلي، بينما ستساهم الاستثمارت الخليجية في توسيع حجم الأعمال وتوفير ملايين من فرص العمل، كما أن انفتاح السوق المحلية واستيعابها لأنماط مختلفة من المشروعات الكبرى لابد وأن تعتمد على التوسع في جذب الاستثمارات الأجنبية المتنوعة.

ولفت إلى أهمية استفادة مصر من التجربة الإماراتية في إعادة البناء والتنمية مرة أخرى، خاصة وأن الإمارات تتمتع بإمكانيات عالية في التخطيط للمستقبل وحماية مصالح المواطنين والمستثمرين بجانب عدم فرض ضرائب وقيود على المستثمرين بصورة تجعل كثيرا من الدول تتوسع في السوق الإماراتي.

ونوه إلى أن القطاع المصرفي المصري يمر بأفضل حالاته في الوقت الحالي، وهو من القطاعات الواضحة التي تقوم بنشر ميزانياتها كل 3 أشهر بكل شفافية، كما أن السياسة النقدية للبنك المركزي نجحت في الفترة الأخيرة في القضاء على السوق السوداء، وتوفير الدولار بشكل جعل كثير من المنتفعين يهاجمون سياسة البنك المركزي.