التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 10:30 م , بتوقيت القاهرة

"الزيات".. من بائع "بيرة" في مصر إلى مالك "الفرعون الأمريكي"

أصبح أحمد الزيات، صاحب حصان الفرعون الأمريكي، الذي يحمل دائما رقم 85، من أشهر الشخصيات في أمريكا، إذ بات اسمه لا يفارق شفاه المهتمين بسباق الخيول، خاصة مع النجاحات الأخيرة التي حققها حصانه في سباقي كنتاكي وبريكنيس، وطرحه كالفائز المتوقع في سباق "Triple Crown" بعد فوزه في سباق "بيلمونت" أمس السبت.
وفي تقرير خاص على صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تحت عنوان "رحلة أحمد الزيات: إفلاس ورهانات كبرى وربما التاج الثلاثي"، قالت الصحيفة إنه قبل أن يصبح اسمه على كل شفاه، كان حصان الفرعون الأمريكي معروفا فقط وليس للكثيرين برقم 85، وقد لفت الانتباه منذ عامين تقريبا، ولكن لأسباب ليست جيدة".


وأوضحت:" كان الحصان الابن  به جرح صغير واضح في وجهه، وتسبب في تورم جبهته لبعض الوقت، وقد كان سعر بيعه ينخفض في كل مرة يشاهده المشترون حينما كان يسير وسط حظائر "فاسيج- تيبتون ساراتودجا" في ولاية نيويورك".



وعلى الرغم من عرض الحصان للبيع إلا أن "جيف سدر" و"باتي ميلر" الوكلاء في الخيول الأصلية، اعتقدا أن الحصان الذي يحمل رقم 85 هو أفضل حصان على الأرض، ونصحوا مالكه ومربيه أحمد الزيات، بعدم بيعه، مشيرين إلى أنهم يعرفون جيدا وعن دراسة قدرات الحصان وسرعته الكبيرة.


وتشير الصحيفة إلى أن "سدر" عرف قدرات الحصان الذي يملكه أحمد الزيات في الوقت الذي كان يعمل الأخير على استخدام الحصان في عملية لتسوية نزاع مالي كان سيقوده إلى الإفلاس، وخلال هذه العملية قال سدر للزيات:" بع منزلك ولا تبع هذا الحصان، إنه حصانك الذي سيكون انطلاقتك".



وبعد فوز الحصان الملقب باسم "الفرعون الأمريكي" بسباق "بيلمونت" أمس، تمكن من أن يصبح الحصان رقم 12 الذي يتوج بسباقات التاج الذهبي الثلاثي، وسيكون أول حصان يدخل القائمة منذ عام 1978.


ثروة الزيات


تشير الصحيفة إلى أن حصان الفرعون الأمريكي ليس سبب ثروة أحمد الزيات البالغ من العمر 52 عاما، إذ أنه جمع ثروته من بيع البيرة في مصر، كما أنه واحدا من أنجح وأكثر المالكين المثيريين للجدل في سباق الهجن الأصلية، وقد أدت مشاركته مع مكاتب المراهنات وأعماله التجارية الأخرى إلى دخوله في العديد من الخلافات القانونية، بعضها قد لفت انتباه منظمين السباقات في الولاية.


وفي هذه الرياضة التي تثير اهتمام العديد من الشخصيات الثرية والتي تتمتع بنفوذ، برز اسم الزيات كواحد من العمالقة الذين يجمعون بين شهوته القديمة في الرهان وبين اتقانه للعصر الجديد من وسائل التواصل الاجتماعي، فلم يخف أبدا أنه يراهن في سباقات الأحصنة بـ200 آلف دولار أسبوعيا، كما أنه متكلم جيدا ويدخل في مزاحات مع مشجعين هذه اللعبة على تويتر بل ويدخل في مراهنات معهم.


بائع البيرة


وفي عام 2006 طرح الزيات نفسه كلاعب كبير في سباقات الأحصنة بشراء حصان صغير من مزاد كينلاند سبتمبر بقيمة 4.6 مليون جولار، وقد كان شغفه بالخيول قد نمى منذ صغره حيث أنه كان عضوا في نادي الخيول حينما كان يقيم في أحد الضواحي الراقية في القاهرة.


وينتمي الزيات إلى أسرة مرموقة في مصر، فجده أحمد حسن الزيات، مفكر كبير أسس مجلة "الرسالة" الأدبية، وكان والده علاء طبيب درس الطب في القاهرة، وأصبح الطبيب الشخصي للرئيس أنور السادات.


وتلفت "نيويورك تاميز" إلى أن الزيات قام بتمويل عمليات مراهناته في عالم الخيول من خلال عائداته من بيع شركة الأهرام للمشروبات، وهي شركة بيرة كانت ملك للدولة السابقة قبل أن يشتريها ثم يبيعها لشركة هينكن بقيمة 280 مليون دولار، أي بضعف ثمنها أربع مرات عما شراها في عام 1997.


جدل حول علاقته بإسرائيل
وقد أثار إطلاق الزيات اسم "ميمون" على حصانه الذي اشتراه بقيمة 4.6 مليون دولار جدلا كبيرا نظرا لأنه مسلم واختار اسم الفيلسوف اليهودي الشهير موسى بن ميمون، وقد علل الزيات قدومه على هذه الخطوة بالقول:" كنت أريد أن أقول شيء من خلال هذا الحصان، أردت أن يكون أداة مؤدية للسلام والتعبير عن الحب لجارك".


وتلفت الصحيفة إلى أن هذا الاسم قد فتح ملف حقيقة أخرى في حياة الزيات، فقد كان يعرف في العموم بأنه مسلم للبعض ويهودي للبعض الأخر، والحقيقة أن أحمد الزيات الذي تخرج في جامعة يشيفا، أعطى دعما كبيرا للقضية اليهودية.


وتوضح الصحيفة أن الزيات يعيش مع زوجته وأولاده الأربعة في حي أرثوذكسي يهودي في منطقة تسمى منازل تيودور بمدينة تيانك بنيو جيرسي، وتحافظ العائلة على تناول الكوشير والاهتمام بتناول قوائم الطعام اليهودي في أولوياتهم خلال حلبات السباق، كما فعلوا في سباق بيريكنيس، حيث ذهبوا إلى فندق لتناول الطعام مشيا على الأقدام لتجنب القيادة، يوم السبت.