"أوبك" يعرض سوق النفط لتخمة نتيجة الخوف على حصتها
قالت وكالة الطاقة الدولية، اليوم الأربعاء، "إن تخمة المعروض النفطي العالمي تتفاقم مع استمرار إنتاج السعودية قرب مستويات قياسية مرتفعة سعيا للفوز بمعركة الحصة السوقية مع النفط الصخري الأمريكي الذي يبدي مقاومة عنيفة".
وقالت الوكالة في تقريرها الشهري إنه على الرغم من أن الطلب على النفط أعلى من التوقعات، فإنه لا يمكن وصف نمو الاستهلاك العالمي بأنه كبير، ولذا تظهر بوادر على انتقال تخمة المعروض إلى أسواق المنتجات المكررة، وهو ما قد يحول دون استمرار موجة التعافي الحالية للأسعار.
وأضافت الوكالة التي تقدم المشورة للدول الصناعية بخصوص سياسات الطاقة، "رغم وجود مؤشرات صعود أولية في الولايات المتحدة ومع استبعاد حدوث أي تعطيل غير متوقع في أماكن أخرى مازالت العوامل الأساسية في السوق تبدو ضعيفة نسبيا في الأمد القصير."
ويتجاوز إنتاج النفط العالمي الطلب عليه بنحو مليوني برميل يوميا أو ما يزيد على 2% بفعل الزيادة الكبيرة في إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة وقرار أوبك العام الماضي عدم خفض الإنتاج سعيا لإرغام المنتجين الذي يتحملون تكلفة مرتفعة في الولايات على تبني هذه الخطوة، وجراء ذلك انخفضت أسعار النفط بما يزيد على النصف منذ يونيو 2014، لتنزل إلى 46 دولارا للبرميل في يناير لكنها تعافت لاحقا لتصل إلى 65 دولارا بفضل المخاوف من تباطؤ حاد لوتيرة نمو الإنتاج في الولايات المتحدة.
وقالت الوكالة: " يبدو أن المواجهة المفترضة بين أوبك والنفط الأمريكي المحكم الخفيف بدأت تنال من الأخير. ففي أعقاب تبني إجراءات لخفض التكاليف وتقليص عدد منصات الحفر العاملة في الولايات المتحدة 60 %على مدار شهور يبدو أن النمو المستمر بلا هوادة في طريقة للانحسار أخيرا."، مضيفة أن ارتفاع الأسعار يبعث الأمل في نفوس المنتجين الأمريكيين من جديد.
وتابعت: "يفاخر عدد من كبار منتجي النفط المحكم الخفيف بنجاحهم في خفض تكاليف الإنتاج إلى حد كبير في الأسابيع الأخيرة، وفي الوقت ذاته يتردد أن المنتجين يلجأون بشكل متزايد إلى صفقات التحوط.،"لذا من السابق لأوانه القول بأن أوبك فازت في معركة حصة السوق بل الأوقع الإقرار بأن المعركة مازالت في بدايتها."
وأبقت الوكالة توقعات لنمو الطلب في 2015 دون تغيير عن الشهر الماضي عند 1.1 مليون برميل برميل يوميا ليبلغ 93.6 مليون برميل يوميا، وذلك بارتفاع 0.7 مليون برميل يوميا عن 2014.