"هاكرز" و"سوشيال ميديا".. دانات حروب المستقبل
لم يعد الإنترنت مجرد وسيلة لتداول المعلومات ومشاهدة الفيديوهات والمتعة والتسلية، إنما أصبح سلاحا يمكن استخدامه في العداوات بين الشعوب والكيانات السياسية وخدمة المصالح الاقتصادية، فالحروب الإلكترونية لون أصبح غالبا على النزاعات الدولية، فأصبح الضغط على زر "Enter" أسرع مليون مرة من حركة دبابة.
الجيوش الإلكترونية:
تحول اهتمام الحكومات الكبرى في العالم إلى تأمين حدود شبكاتها الإلكترونية إلى جانب حدودها الجغرافية، والتأكد بشكل دائم من مدى حصانة قواعد بيانات مؤسساتها المختلفة، ومدى قدرتها على مواجهة أي هجوم في المستقبل القريب أو البعيد، وذلك إلى جانب التدريب والتطوير المستمر في أداء خطوطها الدفاعية والهجومية في نظامها الإلكتروني، بهدف مهاجمة الأنظمة الإلكترونية لأعدائها.
طلقات "السوشيال ميديا":
قد يكون التلفزيون والراديو من أفضل الوسائل التي غزت بها الولايات المتحدة العالم ثقافيا في الستينيات، ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه، فحاليا يعتبر الإنترنت عامة، وبشكل خاصة وسائل وشبكات التواصل الإجتماعي، أحد أهم الأدوات التي يتم الإعتماد عليها في غرس قيم وعادات ثقافية مختلفة على المرجعيات الثقافية للشعوب، وكذلك زرع أفكار دخيلة على عاداتهم وتقاليدهم في محاولة لتغييرها، وذلك لخدمة مصالح دولية أو اقتصادية أو شخصية.
الإكتفاء الإلكتروني وسياسة "القوقعة":
لأنه ليس هناك نظام إلكتروني خالٍ من الثغرات ولحماية خصوصية مواطنيها، فقد بدأت بعض الحكومات في الاتجاه نحو الإنغلاق إلكترونيا على نفسها، بتطوير خدمات إلكترونية محلية تخدم مواطنيها، بحيث تكون بديلة للخدمات الإلكترونية التي تقدمها الشركات العابرة للقارات، مثل جوجل وفيس بوك وغيرها، ومن أبرز الحكومات التي تعمل بهذا الأسلوب الحكومتين الروسية والصينية، وذلك لمواجهة المد الثقافي والاقتصادي الأمريكي.