بعد أزمة CBC.. شبح الإفلاس يغازل بيزنس الإعلام
فجرت التصريحات الأخيرة التي خرجت على لسان عدد من العاملين بمجموعة قنوات CBC، اليوم الثلاثاء، بشأن نيتهم تقديم استقالات جماعية، اعتراضا على تقليل الرواتب من 15- 25%، أزمة لم تصنع الشرارة الأولى.
ورغم نفي الإدارة ما ردده العاملون، إلا أن تسريح البعض في عدد من المؤسسات الإعلامية، أو تقليل رواتبهم، باتت حقيقة في وسائل الإعلام المصرية.
أزمة بيزنس الإعلام.. ترشيد نفقات أم تغيير سياسات؟
الأزمات المالية.. أهم الأسباب التي تؤدي لإغلاق القنوات التليفزيونية، فقد تصبح القناة "مديونة" لصالح منتجي المسلسلات التليفزيونية، على سبيل المثال، إذ تقوم قنوات بشراء المسلسلات وتتوقف عن تسديد المستحقات، ما يدفع أصحاب القنوات إلى إعادة الهيكلة لمؤسساتهم، وتخفيض العمالة من أجل توفير السيولة اللازمة لسد العجز.
قد تتجه بعض القنوات للإغلاق أيضا تحت ضغط من جانب الدولة، كما حدث مع بعض القنوات التليفزيونية في أعقاب ثورة يونيو 2013، بسبب عدم وجود تراخيص لديها لمزاولة النشاط، إلى جانب التوجه المعادي للدولة، والترويج للعنف.
وتعمل القنوات التليفزيونية على جذب الإعلانات، وزيادة عدد المشاهدات، وقد تضطر القناة لتسريح العاملين أو إغلاقها لعدم وجود إعلانات، تستطيع من خلالها دفع أجور العاملين، وتحقيق أرباح، بخلاف المرتبات التي يتقاضاها كبار الإعلاميين، والتي تكون سببا أساسيا في تسريح العاملين، إذ يضطر صاحب القناة لتخفيض رواتب العاملين، من أجل سداد مستحقات هؤلاء الإعلاميين.
وتضطر بعض البرامج التليفزيونية داخل القنوات الكبيرة لإغلاق برامجها بسبب الأزمات المالية مع القنوات، وأبرز الأمثلة هو وقف برنامج "مصر الجديدة" الذي كان يقدمه الإعلامي معتز الدمرداش، على قناة "الحياة"، كما تم تأخير رواتب العاملين في قناة "دريم" 3 أشهر متعاقبة، وبعدها اضطرت المحطة للاستغناء عن عدد من العاملين بها، وتقليص عدد ساعات العمل لآخرين.
واتجهت العديد من القنوات الفضائية، في الفترة الأخيرة للإغلاق، وتسريح العاملين بها، ومنها "MBC مصر 2"، و"المحور 2"، و"المحور دراما"، و"CBC2"، ومجموعة قنوات "مودرن" و"ميلودي"، وقنوات دينية متعددة، وأخيرا قنوات CBC، التي أعلن عاملون بها تقديم استقالتهم بسبب الاتجاه نحو تخفيض رواتبهم بنسبة 15%، وهو ما يشير إلى أن شبح الإفلاس يغازل القنوات بسبب غياب السيولة.
الربح أهم من المحتوى
الخبير الاقتصادي، رشاد عبده، يقول إن مجال الاستثمار في مجال الإعلام في مصر مجزٍ في قطاعات معينة، إذ أن هناك قنوات تليفزيونية وصحف تحقق مكاسب طائلة من هذا المجال، مشيرا إلى أن كل مؤسسة تسعى لزيادة إيرادتها وأرباحها عن طريق زيادة حجم الإعلانات التي تمتلكها تلك القنوات.
ولفت عبده إلى أن اتجاه قنوات CBC التليفزيونية لتخفيض مرتبات موظفيها، يأتي بسبب الخسائر التي تتكبدها القنوات، إذ تفشل القناة في تغطية مصروفاتها، موضحا أن السبب في ذلك هي الأرقام الخيالية التي يتقاضاها مقدمو البرامج.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن هذه القنوات تسعى لتحقيق أكبر قدر من المشاهدات، ولا تهتم بالمحتوى الذي تقدمه، مضيفا أنها أصبحت تقدم برامج مبتذلة، وتساعد في نشر ثقافة متدنية، تسعى للمكسب الرخيص، إذ تسعى بعض القنوات لتقديم برامج للراقصات، وقضايا الجان، من أجل زيادة عدد المشاهدات والحصول على دخول بالملايين.
وأكد رشاد أن البعد الاقتصادي هو من يحكم هذه المحطات التليفزيونية، فما تهتم به هذه القنوات هي معدلات الربح، ولا تهتم بالرسالة التي توجهها للمشاهد.