صور| التلوث "الصيني" يظهر انحياز الحكومة للطبقة الوسطى
بالرغم من أن مشكلة التلوث تتصدر الحديث في الأوساط الصينية في الوقت الراهن،فإن تلك الأزمة ربما سلطت الضوء على مشكلة أخرى لا تقل خطورة داخل المجتمع الصيني، وهى مشكلة الطبقية، بحسب ما ذكرت صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن أزمة التلوث في الصين تصدرت الخطاب الوطني هناك، خاصة بعد صدور الفيلم الوثائقي "Under the Dome"
وتناول الفيلم الأسباب المؤدية للتلوث منذ سنوات طويلة، إلا أنه تجاهل زاوية تتعلق بالانحياز الطبقي في الصين، رغم كونها جزءا رئيسيا من القضية.
وبالرغم من أن الضباب الدخاني يعد المشكلة الأكثر بروزا، والتي تعكس معاناة الطبقة الوسطى في المدن الكبرى بالصين، من بينها بكين وشنجهاي، بحسب الصحيفة الأمريكية.
إلا أن النصف الآخر من المشكلة يتمثل في المناطق الفقيرة، والتي يعاني سكانها من تلوث المياة وتلوث التربة وتداعياتهما الصحية من جانب، واعتمادهم المعيشي الكامل على الصناعات الملوثة للبيئة.
وأوضحت "فورين بوليسي" في تقريرها أن قضية التلوث هى أحد القضايا التي تعكس انحياز الحكومة الصينية للطبقة المتوسطة
وبالنظر إلى موقع "ويبو"، نجد أن البحث عن مصلح "الضباب الدخاني" أظهر حوالي 197 مليون نتيجة، بينما وصلت نتائج البحث عن مصطلح "تلوث الهواء" إلى 43 مليون نتيجة، على عكس مصطلحات أخرى، من بينها تلوث الماء أو تلوث التربة، والتي حظت بنتائج أقل بكثير.
وأوضحت الصحيفة أن تلك النتائج تعكس أن تلوث الماء وتلوث التربة ربما لا يحظى باهتمام كبير بين قادة الرأي في الصين، وكذلك رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أن معظمهم يعيش في المدن التي يتواجد بها محطات لمعالجة المياة، وبالتالي فلا تمثل المشكلة بالنسبة لهم الكثير.
الصور الصادمة التي نشرت مؤخرا لتلوث الماء في الصين، لم تثير هذا الكم من الغضب الذي شهدته مواقع التواصل الاجتماعي، الذي لاقته الصور الأخرى التي أظهرت الضباب الدخاني المتزايد فوق ميدان تيانانمين في العاصمة بكين.
من ناحيته، أكد الباحث الصيني تشونج هونج أن تلوث المياة والتربة يعد بمثابة الطاعون، الذي يهدد السكان في المناطق الريفية، موضحا أن الطبقات الفقيرة هم من يدفعون الثمن الأكبر لهذه المشكلات، بالإضافة كذلك إلى معاناتهم من تداعيات تلوث الهواء، والذي تعانيه كافة المدن الصينية.