تباين أسعار النفط.. والذهب يقول كلمته
تسبب الارتفاع الشديد في المخزونات الأمريكية وغياب رد الفعل على التخفيض الحاد في منصات النفط الأمريكية في وضع خام غرب تكساس الوسيط في موقع الدفاع، بينما استفاد خام برنت من الطلب الأوروبي على المصافي وانقطاع العرض من ليبيا والعراق.
واختلفت أسعار الغاز الطبيعي على جانبي الأطلسي، إذ انخفضت الأسعار في نيويورك استجابة للسحب المتدني أكثر من المتوقع من المخزونات، بينما ساعد الارتياب في أوروبا بشأن توريدات الغاز من روسيا بالإضافة إلى الفترة الطويلة للطلب الشتوي على رفع أسعار الغاز البريطاني، بينما قفزت مخزونات النفط الخام الأمريكية إلى أعلى مستوياتها في عقود عديدة إلى 434 مليون برميل ووصل الانتاج إلى 9.3 مليون برميل في اليوم.
ويمكن اعتبار بعض قفزات المخزونات الكبرى التي شهدناها في الأسبوعين الماضيين على أنها مؤقتة نظراً لتراجع الطلب على المصافي، ويكمن السبب وراء هذا إما من المشاكل التشغيلية بسبب الجو القطبي البارد أو الاضراب أو الصيانة الموسمي.
وأما عن الصين فقد عادت من احتفالات السنة الجديدة الطويلة، مستأنفا الدولار صعوده على خلفية البيانات الأمريكية القوية وفترة التيسير الكمي التي توشك على البدء في أوروبا، ومع عودة المتداولين الصينيين بعد عطلة احتفالات السنة الصينية الجديدة لمدة أسبوع تسببت في قفزة النحاس جراء التوقعات بالمزيد من الدعم الحكومي، مما قد يؤدي إلى دفع نمو الطلب على المعادن الصناعية، وساعدت كذلك الإشارات التي تدل على أن العرض قد يتراجع بعد الارتفاع الحالي للمعدن الأبيض على الانتعاش وتحقيق لقب أفضل السلع أداءاً في الشهر في أكثر من سنة.
وعن البررازيل فقد خسرت قهوة أرابيكا التي انتعشت في مثل هذا الوقت من السنة الماضية بنسبة 60% بسبب الجفاف البرازيلي ما نسبته 14% إلى هذا الوقت من السنة كان معظمها في هذا الأسبوع، وفي هذه المرة ربما بسبب المطر في البرازيل الذي أدى إلى انخفاض السعر ووصوله خلال الأسبوع إلى أدنى مستوياته في سنة عند 140 سنت/باوند وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 37% عن قمة السنوات السابقة.
وبعد انتقال الذهب من القمة إلى القاع بمعدل 117 دولار للأونصة خلال الشهر الماضي، تدبر الذهب تأسيس الدعم عند 1.190 دولار للأونصة قبل أن تعيده الإشارات على الطلب الخافت من المتداولين الصينيين العائدين من الإجازة فوق 1.200 دولار للأونصة.
يتم اختبار هذا الدعم الوليد بالفعل الخميس الماضي عندما استأنف الدولار انتعاشه ليصل إلى أعلى مستوياته مقابل اليورو في شهر واحد، حيث تسبب في ارتفاع الدولار البيانات الامريكية التي أظهرت ارتفاعاً في تضخم أسعار المستهلكين الأساسية.
وبدأ المستثمرون عودتهم إلى الذهب في شهر يناير، باحثين على حد سواء عن استثمارات بديلة في السندات والأسهم،حيث أدى الانتعاش المستمر إلى قدر كبير من التردد في المشاركة في هذه المرحلة.
وبيعت خلال التصحيح الحالي بثلاثة أرقام نسبة ضئيلة من الاستثمارات الجديدة في المنتجات المتداولة بالبورصة، ووصل إجمالي الأرصدة إلى أعلى مستوياته منذ أكتوبر الماضي خلال الأسبوع الماضي فقط.
وأثارت مقاومة الذهب ضد الهبوط جراء ارتفاع الدولار انتعاشاً في الذهب المسعر باليورو، ويبدو هذا منطقياً نظراً للبداية الوشيكة لبرنامج التيسير الكمي الذي يطلقه البنك المركزي الأوروبي، منكسرا الميل الهبوطي منذ ارتفاع يناير، ومع تأسيس القاع المزدوج عند 1,190 دولار للأونصة، سيكون الهدف الصعودي الأول متمثلاً عند 1,235 دولار للأونصة في مقدمة متوسط الحركة الممتد لمئتي يوم عند 1,246 دولار للأونصة .