مدير أبل..مواقف متناقضة تجاه خصوصية المستخدمين
خلال الفترة الماضية، أحاطت علامات استفهام عديدة بمواقف مدير شركة "أبل" التنفيذي تيم كوك، فيما يتعلق بعلاقته بالبيت الأبيض والرئيس الأمريكي باراك أوباما، خاصة أن "كوك" يكون دائما في المقدمة في أي لقاءات بين الحكومة الأمريكية وممثلي شركات وادي السليكون.
إلى جانب أن تيم كوك كان أحد الملبين القلائل لدعوة أوباما الشهر الماضي، الخاصة بحضور مؤتمر للأمن المعلوماتي في جامعة ستانفورد، وكانت فحواه ضرورة مشاركة البيانات من جانب الشركات الخاصة مع الحكومة، رغبة في محاربة الحرب المعلوماتية، كما أسماها الرئيس الأمريكي خلال المؤتمر.
القشة وظهر البعير:
وكان حضور "كوك" للمؤتمر مثيرا للشكوك، في الوقت الذي قاطع مجموعة من كبار مؤسسي والمديري التنفيذيين لنجوم وادي السليكون القمة، مثل إيريك شيميدت ولاري بيج من "جوجل"، ومارك زوكربرج من "فيس بوك" وماريسا ماير من "ياهو" وساتيا ناديلا من "مايكروسوفت"، وكان ذلك بمثابة احتجاج صريح على برامج وكالة الأمن القومي والحكومة الأمريكية، فيما يخص رغبتها المستمرة في التجسس على المستخدمين، خاصة بعد تسريبات "إدوار سنودن" الموظف السابق بوكالة الأمن القومي.
وفي المؤتمر نفسه، أعلن مدير "أبل" عن موعد إطلاق خدمة "أبل" للدفع الإلكتروني Apple Pay، والذي سيكون في سبتمبر من العام الحالي، كما أشار أنها ستكون متوافقة للعمل مبدئيا مع موظفي المؤسسات الفيدرالية وكذلك المؤسسات الحكومية المختلفة، وذلك إلى جانب إعلانه عن أن "أبل" ستكون شريكا للحكومة في مشروعها للتحول بأوراق إثبات الشخصية والأوراق الحكومية المختلفة الخاصة بالمواطنين إلى "الديجيتال"، وذلك ينطبق على رخصة السيارة وأوراق إثبات الشخصية وجوازات السفر، مع التركيز على مراعاة الجانب الخاص بتأمين وحماية بيانات المستخدمين.
ولكن إحقاقا للحق، فقد أعلن صراحة أن خصوصية المستخدمين خطا أحمرا لا يسمح أبدا بتجاوزه، مشيرا إلى أن "أبل" تعتمد على تقنيات متطورة من التشفير، حيث إن الشركة نفسها لا تستطيع الوصول إلى بيانات المستخدمين في حال رغبت في القيام بذلك، سواء لأغراض تجارية أو بناء على طلبات حكومية.
"الوش التاني":
في حوار له مع صحيفة "تليجراف" البريطانية، جاءت ردود "كوك" تتنافى مع موافقته على دعوة "أوباما"، حيث أكد أنه لا يمكن لأي شخص مهما كان أن تصل يديه إلى بيانات مستخدمي "أبل"، مؤكدا أن حق الخصوصية هو حق مشروع لأي شخص، ولا يجب أبدا التفريط فيه مقابل أي شيء.
وفي إشارة واضحة إلى الطلبات الحكومية الخاصة بتقديم بيانات المستخدمين على طبق من ذهب إليها، أوضح "كوك" أن ما يهدد الأمن القومي هم الإرهابيين، والذين يستخدمون أساليب قوية ومعقدة في تشفير بياناتهم وعملياتهم الإجرامية كي لا تنكشف عوراتهم، لذا فإنه إذا تم الخضوع لطلبات الحكومة الخاصة بكشف غطاء التشفير عن بيانات المستخدمين، فإن "الطيبيين"، وفقا لتعبيره، هم أول من سيتضرر من ذلك.
قلب الطاولة:
وفي محاولة لتغيير دفة الحوار لصالحه، ألقى "كوك" باتهام ضمني خلال الحوار، حيث أشار إلى أن منتجات "أبل" من حقها، إنما بيانات مستخدميها ليست من حقها، في إشارة مباشرة إلى أن كلا من شركتي "جوجل" و"فيس بوك" يسعيان وراء بيانات مستخدميهم سعيا وراء الإعلانات التجارية.