قال وزير الصناعة والتجارة، منير فخري عبدالنور، في حوار مع صحيفة "جون أفريك" الفرنسية، إن الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة في الوقت الحالي على الرغم من كونها مؤلمة لكنها ضرورية، مشيرا إلى أن الحكومة أنهت برنامجها للتحضير للمؤتمر الاقتصادي.

وتحدث الوزير عن التحديات التي واجهته منذ توليه منصبه، مشيرا إلى أنه وجد نفسه أمام ثلاث تحديات في نفس الوقت، أولها كان العجز الكبير في الموازنة والذي تعدى 13%، ثانيا عجز التوازن الخارجي المرتبط بسقوط الاستثمارات الأجنبية وانخفاض التدفق السياحي، وآخيرا عجزا في النمو، فبعد أن حقق الاقتصاد 8% نمو في بداية الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008، بدأ الاقتصاد في التراجع إلى 4% ثم إلى 2% في الوقت الحالي.

وتابع عبدالنور:" نتحرك من خلال برنامج إصلاحات، ونركز في البداية على انعاش الموازنة، كما قمنا مؤخرا بفرض ضريبتين جديدتين، أحدها على القيمة المضافة، وأخرى على القيم العقارية"، مضيفا: "على الجانب الآخر نعمل على خفض الدعم الغير فعال خاصة هذا الدعم الذي يخلق اختلال في السوق، وقد بدأنا بالفعل في خفض الدعم على مواد الوقود والكهرباء بتوقيت خمس سنوات يتوائم مع سعر البيع، في المقابل قمنا بزيادة الانفاقات على الصحة والتعليم، وذلك لأن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الكبرى التي واجهتها مصر منذ يوليو 2011 هي سوء توزيع الأموال والدخل".

وبشأن برنامج المؤتمر الاقتصادي المنتظر في 13 مارس المقبل، قال عبدالنور أن مصر ستقدم برنامجا استثماريا في القطاعات الهامة من بترول وبنية تحتية، كما ستقدم المشروعات الكبرى مثل تطوير منطقة قناة السويس، إضافة إلى مشروعات التعدين في جنوب البلاد، وهي منطقة غنية بالذهب والفوسفات، بحسب الوزير.

واستطرد: "في النهاية سنعتمد أيضا على مصادرنا الطبيعية، لدينا رغبة في إنعاش صناعتنا خاصة تطوير البتروكيماويات والصناعات المعدنية وكذلك إقامة مصانع لتصنيع الأسمدة الفوسفاتية على وجه الخصوص".

وفيما يتعلق بشكوك انتهاء مشروع قناة السويس في الميعاد، أكد عبدالنور أن هذا غير صحيح، فالمشروع سيتم افتتاحه في الرابع من أغسطس هذا العام، قبل أن يضيف "أدعوا خبرائكم أن يأتوا مع الرئيس الفرنسي لافتتاح قناة السويس، وهناك اختلاف بين مشروع توسيع القناة الذي سيزيد من قدرات هذا الممر البحري وبين مشروع تنمية المنطقة الاقتصادي على ضفافها".

عبد النور: ندعو الخبراء الفرنسيين المجيء مع الرئيس الفرنسي في افتتاح قناة السويس

وردا على سؤال الصحيفة، بأن مصر استوحت فكرة تطوير قطاع قناة السويس من ميناء طنجة في المغرب، أجاب عبدالنور: "المشروع المغربي يستدعي الاهتمام، ونحن لدينا نفس الفكرة، وندرك جيدا منذ وقت طويل أن التجارة الدولية تستند على أربع ميناوات رئيسية وهم سنغافورة ونيويورك وبورسعيد وطنجة، لذا فإننا نسعى لتطوير منطقة شمال قناة السويس، إذ يوجد ميناء بورسعيد عن طريق توفي مكان للتخزين وإعادة توزيع التجارة الدولية".

على الجانب الآخر، أكد الوزير أن السياحة لم تسقط في مصر بشكل كامل، مضيفا "شرم الشيخ تعمل جيدا، كما أن معدل التدفق السياحي قد ارتفع، وإذا وجدت حجرة غير محجوزة في فندق في الوقت الحالي فأنت محظوظ، لكن الحقيقة أن السياحة تعاني للأسف في منطقة وادي النيل في الأقصر وأسوان وذلك بسبب الاعتقاد بأن الوضع غير آمن.