"واشنطن بوست": رغم انهيار أسعار النفط.. السعودية لا تبالي
مع انهيار أسعار النفط في المملكة العربية السعودية، ربما يعتقد البعض أن معاناة المواطنين داخلها كبيرة من أجل الحصول على الوقود اللازم لسياراتهم، على الرغم من التداعيات السلبية للوضع الراهن على الاقتصاد السعودي بشكل عام، بحسب ما قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
ففي أحد محطات الوقود بوسط العاصمة السعودية الرياض، لم يكن هناك أي قلق بين أصحاب السيارات الفارهة من جراء تداعيات أزمة أسعار النفط على توافر الوقود داخل المحطات، بل أن السلع النفطية تبدو متوافرة، بينما تبقى أسعارها المدعومة من جانب الحكومة كما هي، حيث لا تتجاوز 45 سنتا، للجالون الواحد.
لامبالاة سعودية
يقول أحمد الغيث، 49 عاما، إن الأزمة الراهنة لا تؤثر عليه بشكل شخصي، موضحا أنها ربما تؤثر على الحكومة في المستقبل، حيث إنها قد تضطر إلى إبطاء المشاريع العملاقة التي تقوم بتنفيذها حاليا، إلا أنها لا تمثل مشكلة بالنسبة له على الإطلاق.
حالة من اللامبالاة تسيطر على المملكة تجاه الانخفاض الكبير في أسعار النفط، والذي شهد انخفاضا كبير خلال الأشهر الماضية وصل إلى النصف تقريبا، حيث وصل سعر برميل النفط إلى حوالي 50 دولار، بعد أن كان أكثر من مائة دولار منذ ستة أشهر فقط، هكذا تقول الصحيفة الأمريكية.
احتياطي ضخم
ويبدو أن المملكة العربية السعودية لديها ما يطمئنها، رغم الأزمة الراهنة وتداعياتها الكبيرة، حيث أنها تمتلك احتياطي نقدي يزيد عن 750 مليار دولار، وهو ما يعد كافيا إلى حد كبير للحفاظ على وضعها المالي، واحتواء حالة القلق المترتبة على تقلب أسواق النفط.
يرى الرئيس التنفيذي لبنك جادوا الاستثماري، طارق السديري، أن الحكومة السعودية لديها ما يؤهلها لمجابهة التداعيات التي ترتبت على انخفاض أسعار النفط، إلا أن التساؤل يدور حول المدة التي سوف تبقى فيها أسعار النفط على وضعها المتدني، وذلك لمعرفة ما إذا كانت المملكة سوف تضطر يوما إلى اتخاذ قرارات صعبة أم لا.
على المدى الطويل
وأضافت "واشنطن بوست" أنه في حالة استمرار الأزمة الراهنة، فإن ذلك سوف يؤثر بكل تأكيد على مشروعات البنية الأساسية التي أرساها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز على المدى الطويل، والذي أنفق مليارات الدولارات لتطوير الطرق والسكك الحديدية وتأسيس الجامعات والمستشفيات والمطارات الجديدة، كما أنها قد تؤثر كذلك على المواطنين داخل المملكة على المدى البعيد.
يقول المواطن السعودي سهيل التميمي، 32 عاما، أنه قلق من تداعيات أزمة النفط الراهنة على المدى الطويل، خاصة في ظل اعتماد المملكة على النفط بصورة كلية، متسائلا "ماذا سيحدث إذا ظل الاعتماد على النفط بوضعه الحالي بعد عشرة سنوات".