تقرير: هل هناك تغيير في سياسة النفط السعودية؟
يبدو أن أن تعيين الأمير عبد العزيز بن سلمان، في منصب نائب وزير النفط بالمملكة العربية السعودية، سوف يقوض كثيرا صلاحيات وزير النفط الحالي علي النعيمي، بحسب ما ذكرت صحيفة "التيليجراف" البريطانية، موضحة أن بقاء النعيمي في منصبه كان محلا للتساؤل في ظل الانتقادات الكبيرة التي تعرض لها مؤخرا بسبب تراجع أسعار النفط بصورة كبيرة، وتداعيات ذلك على سوق النفط العالمي.
مستقبل النعيمي
وأضافت الصحيفة البريطانية أنه على الرغم من أن العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز، ترك النعيمي في منصبه، إلا أن قرار تصعيد الأمير عبد العزيز، نجل الملك سلمان، إلى منصب نائب الوزير، بعد أن كان يشغل منصب مساعد وزير النفط، سوف يقوض كثيرا من صلاحيات الرجل الذي بقى على رأس وزارة النفط بالمملكة لمدة عشرين عاما كاملة.
يرى العديد من المحللين أن هذا التغيير ربما سيحمل تداعيات عميقة على مستقبل النعيمي، وربما ينبئ بأن خروجه من منصبه، الذي شغله منذ عام 1995، ربما صار قريبا، خاصة وأن انخفاض أسعار النفط في الوقت الراهن سوف يترك تداعيات كبيرة على الاقتصاد السعودي.
مخاوف كبيرة
وأوضحت "التيليجراف" أنه من غير المتوقع أن يتم تغيير السياسة النفطية السعودية بشكل جذري بعد قرار تولية الأمير عبد العزيز منصب نائب وزير النفط، إلا أنه يعكس حالة من عدم اليقين حول جدوى النهج الذي يتبناه النعيمي في مجابهة النفط الأمريكي، من خلال الاحتفاظ بمعدلات الانتاج كما هي رغم انخفاض الأسعار، حيث ان فشل هذا النهج سوف يترك أثارا كارثية سواء على المملكة او على الدول الأخرى أعضاء الأوبك.
يعد الدور الذي يلعبه وزير النفط بالمملكة هو الأهم على الإطلاق، في ظل اعتماد السعودية الكبير على النفط في تحقيق التنمية الاقتصادية، حيث أنه تعد المصدر الأكبر للنفط في العالم، حيث يمكنها ضخ أكثر من 12 مليون برميل نفط بشكل يومي.
الأوفر حظا
من ناحية أخرى، قالت الصحيفة البريطانية أن القرار الملكي بتعيين الأمير عبد العزيز في منصب نائب وزير النفط يعني أنه الأوفر حظا في خلافة النعيمي إذا ما ترك منصبه، خاصة وأن الأمير عبد العزيز هو الأكثر حضورا في اجتماعات الأوبك خلال السنوات الماضية.
وأضافت الصحيفة أن الأمير عبد العزيز ربما يكون قد قطع شوطا كبيرا نحو المنصب النفطي الأكبر في المملكة على حساب المرشحين الأخرين، ولعل أبرزهم في هذا الإطار الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية خالد الفالح، والذي يرأس الشركة النفطية الأكبر بالمملكة.