حقائق عن القطن المصري.. أولها إنه "مش مصري"

سالي حسام الدين

الإثنين، 19 يناير 2015 05:40 م

كم مرة شعرت بالفخر والبهجة عندما كنت تسمع عبارة "إيجيبشان كوتون"، القطن المصري، على لسان نجم في فيلم أو مسلسل عالمي، أو عندما تراها مكتوبة في مجلة أجنبية، تتحدث عن تجهيزات فندق راقٍ، أو إعلان عن أقمشة قطنية فاخرة. مصدر الفخر بالتأكيد هو الاعتقاد الأصيل في أذهاننا بأن القطن الذي يتحدث عنه هؤلاء، "قطن مصري"، إلا أن الحقيقة عكس ذلك تماما، فعبارة "القطن المصري" لا تعني بالضرورة أن هذا القطن زرع في مصر. كيف أضعنا حق استغلال "القطن المصري"؟بحسب المدير التنفيذي السابق للجنة الاستشارية الدولية للقطن، تيري تاوسند، فإن مصر تخلت منذ سنوات طويلة ترجع إلى عشرينيات القرن الماضي، عن الدفاع عن حقها في ملكية الاسم التجاري "القطن المصري"، ليكون خاصا بالقطن الذي يزرع في مصر، فصار الاسم يطلق على نوع من القطن يتميز في صفاته بما عرف عن القطن الذي اشتهرت به مصر طوال عقود. ويقول تاوسند لصحيفة جارديان البريطانية، إن مصر تقاعست عام 1920 عن حقوقها في استخدام الاسم في التسويق، ومن ثم فإن المحاكم حول العالم تبنت اسم "القطن المصري" كاسم يطلق على نوع من أنواع القطن يتمتع بمزايا القطن المزروع في مصر، دون أن يكون مرتبطا بالضرورة بالقطن المزروع في مصر، والعديد من الدول تنتج نفس نوع القطن طويل التيلة عالي الجودة، ومنها الولايات المتحدة والهند والسودان وبيرو.كيف تعرف القطن المصري من غيره؟كثير من المنتجات والمنسوجات التي تكتب عليها عبارة "صنع من قطن مصري"، لا تحتوي في الحقيقة إلا على نسبة صغيرة من القطن المصري، بل إن بعضها لا يحتوى على قطن مصري على الإطلاق، وإنما نوع آخر من القطن اسمه "قطن بيما" يزرع في جنوب غرب الولايات المتحدة بحسب موقع cottonguide، والدليل الوحيد الذي يمكن التأكد من خلاله، أن المنتج مصنوع من قطن مصري 100%، هو هذا الشعار الذي يشير إلى أن المنتج صنع بالفعل في مصر.<img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/224.png" />فهناك منتجات تحمل علامات تجارية عدة، تقول إن المنتج مصنوع من "القطن المصري"، إلا أنه في الحقيقة يكون من إنتاج دولة أخرى من قطن لم تتم زراعته في مصر، والمقصود هنا هو أن المنتج مصنوع من القطن طويل التيلة عالي الجودة الذي اسمه "القطن المصري". <img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/223.png" />متى ظهر القطن المصري "اللي مش مصري"؟ القطن له تاريخ طويل في مصر، يعود لآلاف السنين، وكان عامود الاقتصاد المصري في عهد محمد علي باشا، والذي استخدم القطن داعما لميزانية الجيش المصري.<img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/226.png" style="line-height: 20.7999992370605px;" />إلا أن انخفاض سعره في الولايات المتحدة، عقب الحرب الأهلية الأمريكية، تسبب في إفلاس مصر في عهد الخديو إسماعيل، حيث هجره التجار الفرنسيون من أجل شراء القطن الأمريكي الأرخص سعرا، بحسب موقع bigpictureagriculture، وكان سببا أساسيا في الاحتلال البريطاني من أجل السيطرة على تجارته. وهو السبب الذي جعل المصدر الأمريكي يستخدم أيضا عبارة "قطن مصري" للاستفادة من سمعة القطن المصري عالي الجودة في تسويق منتجاته. ما الدول التي تنتج "القطن المصري"؟ <img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/227.png" style="line-height: 1.6;" />رغم أن مصر تنتج حاليا سدس الإنتاج العالمي من القطن طويل التيلة، فإن هذا لا يجعلها ضمن الدول العشرة الأوائل في زراعته، حيث تشير إحصائيات مجلس القطن الوطني الأمريكي لعام 2009، إلى أن الصين تحتل صدارة القائمة بإنتاج 32 مليون بالة قطن، وتليها الهند 23.5 مليون بالة، والولايات المتحدة الأمريكية برصيد 12.4 مليون، ثم باكستان 10.8 مليون بالة قطن، وتليها البرازيل 5.5 مليون بالة قطن، وبعدها أوزباكستان 4.4 مليون، ثم أستراليا 1.8 مليون بالة، ويليها تركيا 1.7 مليون، ثم تركمانستان في المركز التاسع بإنتاج 1.1 مليون، وفي النهاية سوريا بإنتاج مليون بالة قطن.