<p style="text-align: justify;">تراجعت العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" خلال تعاملات اليوم الأربعاء، لأدنى مستوى منذ إطلاق العملة  عام 1999، وسط توقعات المستثمرين باتجاه البنك المركزي الأوروبي لضخ مليارات منها في الأسواق، لإنعاش الاقتصاد.</p><p style="text-align: justify;">وبلغ سعر اليورو مقابل العملة الأمريكية 1.1727 دولار خلال تعاملات الأربعاء، وهو أدنى من السعر الذي تم إطلاق العملة الأوروبية الموحدة به، والبالغ 1.1747 دولار عام 1999، قبل أن يتعافى قليلا.</p><p style="text-align: justify;">ووصلت العملة الأوروبية لأدنى مستوى في أكثر من 6 سنوات مقابل الدولار الأمريكي، كما تهاوت أمام الين الياباني لليوم الخامس على التوالي، لتصل إلى 137.5 ين.</p><p style="text-align: justify;"><span style="color:#FF0000;"><strong>لكن لماذا ينهار اليورو؟</strong></span></p><p style="text-align: justify;">تعاني منطقة اليورو من عدة أزمات اقتصادية، تشمل تراجع معدل النمو في دول المنطقة البالغ عددها 19 دولة، وانخفاض معدل التضخم إلى النطاق السالب لأول مرة منذ أكثر من 5 سنوات، إضافة لارتفاع مستوى البطالة إلى 11.5%.</p><p style="text-align: justify;">وتشهد دول اليورو تراجعا قياسيا في أسعار المستهلكين، بسب تباطؤ النمو الاقتصادي، وهبوط أسعار النفط، الذي أدى لانخفاض تكاليف الإنتاج وتراجع الأسعار، وهو ما ينبيء بدخول المنطقة في مرحلة كساد اقتصادي.</p><p style="text-align: justify;">وبلغ معدل أسعار المستهلكين في منطقة اليورو 0.2-% في شهر ديسمبر الماضي، حيث تراجع متوسط أسعار السلع في دول المنطقة، مقارنة بنفس الفترة من عام 2013.</p><p style="text-align: justify;">ويعقد البنك المركزي الأوروبي اجتماعا يوم 22 يناير الجاري، لمناقشة اتخاذ إجراءات لدعم الاقتصاد ورفع معدلات القوى الشرائية، فيما يتوقع ان يعلن البنك عن خطوات تحفيزية، تشمل شراء سندات حكومية بقيمة 500 مليار دولار.</p><p style="text-align: justify;">ويسعى البنك المركزي الأوروبي إلى ضخ كميات كبيرة الأموال في شرايين اقتصاد دول اليورو، لزيادة الأسعار وإنعاش الطلب، في حين ستؤدي تلك الخطوة إلى هبوط قيمة العملة بشكل كبير، مع زيادة المعروض منها في الأسواق بدرجة كبيرة.</p><p style="text-align: justify;">كما تسبب في هبوط العملة الأوروبية الموحدة اليوم تقرير البنك الدولي أمس، والذي خفض فيه توقعاته بشأن معدل نمو الاقتصاد العالم، حيث أشار إلى أن الاقتصاد العالمي، سوف ينمو في العام الجاري بنسبة 3%، مقابل توقعات سابقة له بتحقيق معدل نمو بنسبة 3.5%.</p><p style="text-align: justify;">وحذر البنك من تباطؤ النمو في منطقة اليورو والصين، متوقعا استمرار الهبوط في أسعار النفط، والسلع الأساسية.</p><p style="text-align: justify;">وعقّب تقرير البنك الدولي على انخفاض اليورو، قائلا، "اتجه المستثمرون بشكل تلقائي إلى الأصول الآمنة مثل الين الياباني، والفرنك السويسري، والذهب، في محاولة لضمان قيمة أموالهم، ما تسبب في موجة بيعية قوية للعملة الأوروبية الموحدة".</p>