سوء شبكات الاتصالات كان هو المشهد الأبرز على القطاع خلال عام 2014، فالتقارير الصادرة عن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أشارت إلى هذا الأمر، وكان الرد الأبرز من جانب شركات الاتصالات على هذا الأمر هو أن انقطاع الكهرباء أثر على كفاءة الشبكات بدرجة كبيرة.

سوق الاتصالات المصري يضم 4 شركات، الشركة المصرية للاتصالات والتي تقدم الخدمات كافة عدا خدمة المحمول، وشركة فودافون مصر وموبينيل واتصالات مصر، والشركات الثلاث الأخيرة تمتلك شبكاتها الخاصة بتشغيل خدمات المحمول، في حين ترتكز أعمال المصرية للاتصالات على الشبكات الأرضية فقط.
 

الشركة المصرية للاتصالات بدأت منذ مطلع العام الماضي في خطة إحلال كابلاتها المصنوعة من النحاس واستبدالها بكابلات الألياف الضوئية "الفايبر أوبتك"، وبنهاية عام 2014 تكون الشركة قد انتهت من تركيب ألفي وحدة تجميع "كبينة MSAN"، ومن المنتظر أن تخدم ما يقرب من مليوني منزل، في حين تخطط الشركة لأن يتم الانتهاء من تركيب 4 آلاف وحدة تجميع بنهاية عام 2015 لخدمة 4 ملايين منزل، بتكلفة إجمالية تصل إلى 2 مليار جنيه، كما تنوي الشركة تخصيص ميزانية خاصة بتشغيل خدمات المحمول في حالة حصول الشركة على الرخصة.

وتتمتع كابلات الألياف الضوئية بعدة مزايا، أبرزها إتاحة الفرصة لنقل البيانات بسرعات فائقة، وهو ما سيساهم في تحسين خدمات الإنترنت بمصر بنسبة كبيرة، بالإضافة لكونه مصنوع من الزجاج وهو ما سيقلل من ظاهرة سرقة الكابلات، حيث مثلت الكابلات النحاسية مطمعا للصوص في الآونة الأخيرة.

وعلى مستوى شبكات المحمول فإن الشركات الثلاثة أكدت على وجود خطط استراتيجية لتحسين شبكاتها خلال عام 2015 على النحو التالي:
 

شركة فودافون مصر:
الشركة أكدت أنها ستضخ على مدار 3 سنوات ما يقرب من 9.5 مليار جنيه لتحديث شبكاتها، منها 3.5 مليار جنيه في العام المالي الجاري الذي ينتهي في مارس 2015، وسيكون هذا الاستثمار موجها لتقوية محطات المحمول وتدشين محطات جديدة لاستيعاب الزيادة المستمرة في عدد العملاء، بحيث يتم تجديد البطاريات المستخدمة بالمحطات لمواجهة ظاهرة انقطاع الكهرباء، بجانب زيادة الحلول التكنولوجية المستخدمة بأبراج المحمول بما يتواكب مع إمكانية طرح خدمات الجيل الرابع قريبا.

شركة موبينيل:
أكد مسؤولو الشركة على الاهتمام الدائم بتحديث الشبكات، خاصة وأن تقارير الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أظهرت شبكات موبينيل بصورة جيدة خلال العام الحالي، والشركة تقوم بضخ مايقرب من 2 مليار جنيه سنويا لتحديث شبكاتها، في حين تم التأكيد على أن العام المقبل سيتم زيادة هذا المبلغ من أجل تقديم أفضل خدمة للعملاء.

شركة اتصالات مصر:
حينما قامت الشركة ببناء شبكتها داخل مصر، قامت بتجهيزها وفقا لأعلى المعايير التكنولوجية، وهو الأمر الذي اعتمدت عليه الشركة مؤخرا، إلا أنها تقوم أيضا بضخ استثمارات تتجاوز 2 مليار جنيه سنويا لتحديث تلك الشبكات، وأيضا تنوي الشركة زيادة أعمال التطوير والتحديث لشبكاتها خلال عام 2015.

عوائق تحول دون تحسن الشبكات:
هناك بعض العوائق التي قد تحول دون وصول شبكات المحمول لأقصى درجات الكفاءة، فمثلا ظاهرة انقطاع الكهرباء التي تشهدها البلاد باتت من كبرى الأزمات التي يعاني منها قطاع الاتصالات، فانقطاع الكهرباء يؤدي لاستهلاك البطاريات البديلة التي تعمل بها المحطات، كذلك من المتوقع أن تشهد الشبكات الثلاثة ضغطا أكبر في حالة منح الشركة المصرية للاتصالات رخصة تشغيل المحمول الافتراضي، لأنه في تلك الحالة ستقوم المصرية للاتصالات بتقديم خدماتها عبر الشبكات الثلاث الموجودة حاليا.