التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 01:45 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| حلم "جوجل" للسيطرة على تكنولوجيا حياتنا

منذ بدايتها كمحرك بحثي عام 1998، تقدم شركة "جوجل" دائما طرقا مبتكرة في عرض نتائج البحث، حيث تصدرت قائمة محركات البحث التي تأسست قبلها مثل مايكروسوفت وياهو، واليوم تملك "جوجل" ما يقرب من 173 شركة تعمل في مجال تكنولوجيا الإنترنت.


تشتري "جوجل" شركة كل أسبوع تقريبا منذ عام 2010، فمن "أندرويد Android" إلى "آدموب AdMob"، ومن "يوتيوب YouTube" إلى "زيناميكس Zynamics"، تحلم "جوجل" بالسيطرة الكاملة على تكنولوجيا حياتنا، حتى يقال إنه من المستحيل حقا أن تدخل اليوم إلى الإنترنت دون المرور بتطبيقات "جوجل" وحلولها التقنية.


"جوجل".. شهية مفتوحة لشراء الشركات


منذ صفقتها الناجحة في 21 فبراير 2001 لشراء شركة "Deja"، أصبحت "جوجل" أكثر تعطشا لمزيد من التوسع والنجاح، فشركة "Deja News" لديها قاعدة بيانات ضخمة للمشاركات، وبشراء "جوجل" لمحرك بحث Outride وبرمجيات البلوج PyraLabs وأرشيف البريد الإلكتروني من Neotonic Software شكلت جميعها القاعدة الأساسية لتطبيق مجموعات جوجل Google Groups، فالشركات الناشئة ستوفر لها اكتساب التكنولوجيا الجاهزة بديلا عن تطويرها ومواجهة اختراق حقوق الملكية الفكرية لها.


وكذلك سوف يمكنها من الوصول إلى مساحة جديدة تخدم أهدافها، وما بين دمج تلك التطبيقات داخلها أو الاحتفاظ بها ككيان منفصل يقدم خدمته تحت شعار جوجل يتوقع أن يصل عدد الشركات التي تملكها جوجل إلى 200 شركة بحلول عام 2015، معظمها شركات أمريكية وأخرى ذات جنسيات متعددة "أسترالية، برازيلية وكندية، ألمانية، سويسرية، سويدية، إسبانية، فنلندية، كورية، إسرائيلية، يونانية، إنجليزية، وأيرلندية، فرنسية، أوكرانية ويابانية"، يجعل عدد موظفيها يقارب الخمسين ألفا، وعائداتها في الربع الأول من 2014 يقترب من 15 مليار دولار، وإجمالي أصولها يزيد عن 110 مليار دولار.

"جوجل" والسيطرة على إعلانات الإنترنت


في أبريل 2003، اشترت جوجل شركة سيمانتيكس Applied Semantics التي تعمل في مجال الإعلان على الإنترنت، في صفقة بلغت 102 مليون دولار، والذي أعطي الفرصة لجوجل لبداية تطبيقها جوجل أدسنس Google AdSense للدعاية والإعلان على الإنترنت، والذي يمثل وحده الآن ما يقرب من ثلث أرباح جوجل، وبنظرة ثاقبة إلى المستقبل.


وتوقعت جوجل أن التطوير الكبير في سرعات الإنترنت (البرودباند) سيجعل محتوى الويب أكثر إبداعا يعلو عن مجرد الكلمات والصور، وأن العصر القادم هو عصر الفيديو الذي لا يقتصر فقط على الفيديوهات الاحترافية عالية التكلفة، فتطور الكاميرات الرقمية والهواتف المحمولة أتاح للمستخدمين تسجيل لحظاتهم المميزة وإنتاج الفيديو الخاص بهم بأقل تكلفة، ولأن يوتيوب YouTube بدأت تأخذ مكانها المميز في عالم عروض ومشاركة الفيديو، فقد اشترتها جوجل في صفقة بلغت 1.6 مليار دولار في أكتوبر 2006، وقد حافظت عليها ككيان منفصل بديلا عن دمجها في أي من مشروعاتها، وإن استعانت به كأحد أدوات الإعلان الفاعلة عبر خدمتها جوجل أدسنس لتشارك الربح مع المستخدمين نظير عدد المشاهدات.

جوجل وأندرويد.. السيطرة على عقل الهواتف الذكية

بمرور الوقت أصبحت الهواتف المحمولة أكثر ذكاء، وقد أدركت جوجل أهمية أن يكون لها نظام تشغيل خاص بها يربط المستخدمين بخدماتها، وبدلا من البدء من الصفر كان أفضل الخيارات المطروحة هو شراء شركة أندرويد Android في أغسطس 2005 بمبلغ 50 مليون دولار، وبعد وصول أبل عبر آيفون في يناير 2007، حفز ذلك فريق أندرويد على مزيد من التطوير ليصدر أول هاتف يعمل بنظام تشغيل أندرويد وهو HTC Dream في أكتوبر 2008، وبدون شراء جوجل لأندرويد لاختلفت خريطة الهواتف الذكية عما وصلت إليه.


وإن نظام أندرويد اليوم هو الأكبر من حيث عدد التطبيقات المتاحة له عبر جوجل بلاي Google Play، والتي بلغت في يوليو 2013 أكثر من مليون تطبيق تم تنزيلها أكثر من 50 مليار مرة، ليصبح أندرويد أكثر المنصات استخداما لدي مطوري أنظمة وتطبيقات الهواتف المحمولة بنسبة بلغت 71%، ولأن نجاح أندرويد عكس زيادة مبيعات الهواتف الذكية، فقد أرادت جوجل منصة مستقرة وثابتة للإعلان على تلك الهواتف، ولذلك فقد اشترت آدموب AdMob في عام 2009 بمبلغ 750 مليون دولار.

جوجل وموتورولا.. منجم براءات الاختراع


وفي أغسطس 2011، ولحماية نفسها من التهديدات القانونية لاختراق حقوق الملكية الفكرية أمام شركتي أبل ومايكروسوفت، واستكمالا للبحوث والتطوير، فقد دعمت جوجل مستقبل نظامها أندرويد عبر شراء شركة موتورولا لصناعة الهواتف Motorola Mobility، في صفقة ضخمة بلغت 12.5 مليار دولار، وبذلك أصبحت حقوق الملكية الفكرية لنحو 17 ألف براءة اختراع ملكا لجوجل.


والحقيقة أن جوجل لم تكن مغرمة بموتورولا في حد ذاتها، فهواتفها الأربعة التي تعمل بنظام أندرويد لم تكن رائجة، وتكبدت جوجل المشقة لإصدار التحديثات اللازمة لها، ولكنها كانت مخزنا مهما لبراءات الاختراع وذراعا ستمكنها من التعاون مع مصنعي الهواتف الذكية لإنتاج هاتفها الذكي نكزس Nexus، لذلك فقد صنعت LG لها هاتف نكزس 5، وهو أول هاتف يعمل بنظام أندرويد-كيت كات KitKat وصنعت أسوس هاتفها نكزس 7، وصنعت سامسونج هاتفها نكزس 10، وبدون موتورولا وحقوق ملكيتها الفكرية لواجهت جوجل عوائق كثيرة في مسيرة بحوثها وتطويرها، بينما تستطيع اليوم القيام بذلك التطوير دون ملاحقة قانونية من أحد.

جوجل وتلفزيون الإنترنت وعالم التسوق والشبكات الاجتماعية

بالنسبة لاستحواذات جوجل فالقائمة لا تنتهي، فقد اشترت شركة SageTV في يونيو 2011 للاستفادة منها في خدمتها الإعلامية جوجل تي في GoogleTV، حيث المنصة التي تم تطويرها بالمشاركة مع إنتل وسوني ولوجيتك، وأصبحت تستخدم رسميا مع أجهزة سوني ولوجيتك كتلفزيون تفاعلي ذكي مزود بمعالج لتشغيل نظام أندرويد عليه، وهو ما يعرف بتلفزيون الإنترنت.


كما استحوذت على ديل ماب Dealmap وزيف نتووركس Zave Networks ودايلي ديل DailyDeal وIncentive Targeting Inc. للاستفادة بهم في خدمتها عروض جوجل Google Offers والتي تقدم من خلالها عروض الخصومات والكوبونات للشراء، وبالنظر إلى مثل تلك الاستحواذات يمكن توقع الخطوات التالية لجوجل، فشراؤها لشركتي PittPat وViewdle اللتين تعملان في تقنيات التعرف على الوجوه يعني قرب استخدامها في أجهزتها، كما أن لدى Viewdle تطبيقا لتمييز الصور Tag يجعلها مفيدة في تطبيقات جوجل بلس وأندرويد وبيكاسا، ومنافسة لفيس بوك وتطبيقه لتمييز الصور Photo Tagger الذي اشترته هي الأخرى عبر Face.com.

جوجل والروبوتات

وفي صفقاتها الحديثة نحو المستقبل، اشترت جوجل بحلول ديسمبر 2013 العديد من الشركات العاملة في مجال الروبوتات، مثل ريدوود روبوتيكس Redwood Robotics وميكا روبوتيكس Meka Robotics وبوسطن ديناميكس، ثم شركة التشغيل الآلي وأجهزة تأمين المنازل والتحكم في درجة الحرارة Nest في صفقة بلغت وحدها 3.2 مليار دولار، والتي انضمت جميعها إلى معمل جوجل Google X الذي يطور تقنية نظارة جوجل Google Glass والسيارات بدون سائق.


وبذلك يمكن لجوجل أن تصل إلى أكثر المساحات تقدما في صناعة الروبوتات والتحكم عن بعد للآلات والأجهزة المنزلية، والتي سيتم توصيلها بالإنترنت مستقبلا، والذي كان المحور الرئيسي لمعرض إلكترونيات المستهلك Consumer Electronics Show في لاس فيجاس في يناير 2014، فطبقا لشركة الأبحاث Gartner Inc، من المتوقع أن يتم توصيل أكثر من 26 مليار جهاز منزلي وغيره إلى الإنترنت خلال الستة سنوات القادمة بخلاف الهواتف الذكية والكمبيوترات العادية واللوحية، وعبر شركاتها يمكن لجوجل أن تحقق ربحا خياليا عبر تقنياتها للتحكم عن بعد.