ما هي مجموعة البريكس ( BRICS ) ؟
كلمة بريكس المكونة من خمس أحرف، هي اختصار للحرف الأول من اسم كل دولة ضمن مجموعة البريكس، وعددهم خمس دول، وهؤلاء الدول هم أكثر دول سرعة في النمو الاقتصادي العالمي وهم : البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا، وكانت قبل انضمام جنوب أفريقيا لها تسمى بريك، وأصبحت بريكس بعد دخول جنوب أفريقيا عام 2010 .
واتفقت هذه الدول على إنشاء هيكل اقتصادي يكون ضد الكيانات الغربية المهيمنة والمتحكمة في العالم، مثل صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وهي تتبنى نظاما جديداً يقضي على فكرة القطب الواحد، التي تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة والهيمنة على اقتصاد العالم، من خلال وضع القيود على الدول النامية والضعيفة في دول العالم الثالث .
وتمثل هذه المجموعة 26 في المائة من الأراضي في العالم، كما يشكل إجمالي شعوبها 46 في المائة من سكان العالم، كما تمثل قرابة ربع الناتج المحلي الإجمالي في العالم وفقاً لصندوق النقد الدولي، وتتربع على احتياطي نقدي يفوق أربعة تريليونات دولار.
ويجتمع رؤساء حكومات هذه الدول سنوياً في عدد من المنتديات وعلى هامش عدد من المؤتمرات الدولية. وتسعى هذه المؤسسة إلى تشجيع التعاون التجاري والمالي والسياسي والثقافي بين الدول الأعضاء، كما تعمل لـ"إصلاح" هياكل الحكم العالمي، ولا سيما في الميدانين الاقتصادي والمالي – عبر العمل مع المنتدى المالي لقمة العشرين وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي – فضلاً عن "إصلاح" المؤسسات السياسية، مثل الأمم المتحدة.
ومنذ عام 2000 إلى عام 2008، ارتفعت حصة هذه البلدان الأربعة في الناتج العالمي بسرعة، من 16% إلى 22% ، وكان أداء اقتصاداتها أفضل من المتوسط أثناء فترة الركود العالمي اللاحقة.
في عام 2015 تم افتتاح بنك التنمية الجديد الذي افتتحته مجموعة بريكس في مدينة شنغهاى في الصين، ويهدف هذا البنك لموازنة القوى في العالم، وإنهاء هيمنة قوى واحدة بعينها على الاقتصاد، وكان هذا البنك ضمن العديد من الأشياء والمخططات التي سعت مجموعة البريكس لإقامتها، من أجل موازنة القوى وتحجيم السياسة الأمريكية التي تتحكم في الاقتصاد العالمي .
تاريخ تأسيس مجموعة البريكس
- في عام 2006 م، بدأ التفاوض لإنشاء مجموعة البريكس من قبل أربع دول هم : البرازيل، روسيا، الهند، والصين، وقد اجتمع رؤساء وزراء هذه الدول الأربعة في نيويورك على هامش اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة، وكانت تسمية المجموعة حينئذ بريك نسبة إلى الدول الأربعة، أما في عام 2009 م فقد عقدت أول قمة مستقلة لهم .
- وفي عام 2010 م، طلبت جنوب أفريقيا من خلال عدة مفاوضات أقامتها في روسيا في مدينة يكاتيرينبرغ، الانضمام إلى مجموعة البريك، وانضمت رسميا لهم في شهر ديسمبر من نفس العام، ليصبح اسم المجموعة البريكس، لتنطلق مجموعة البريكس في الخطة الاقتصادية الكبرى التي تخطط لها، وهذا بحسب ما صرح به سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي معلنا رغبته في تنفيذ الاتفاقيات الملزمة للأطراف الحاليين، دون خطة توسيع وإضافة دول أخرى في الوقت الحالي .
هيكل مجموعة بريكس
1- مقر مجموعة بريكس يقع في مدينة شنغهاي في الصين، وتم افتتاح بنك التنمية الجديد في مدينة شنغهاي كذلك.
2- رئاسة المجموعة تكون بالتناوب كل عام، وكذلك استضافة القمم كل عام في دولة من الدول الأعضاء بالتناوب، ففي عام 2009 م استضافهم دميتري مدفييدف في يكاترينبورك بروسيا، وفي عام 2010 م استضافهم لولا دا سيلفا في برازيليا بالبرازيل، وفي عام 2011 م استضافهم هو جينتاو في سانيا بالصين، وقد استضافهم مانموهان سنغ في نيو دلهي بالهند عام 2012 م، واستضافهم جاكوب زوما في دربان بجنوب أفريقيا عام 2013، وفي عام 2014 م استضافتهم ديلما روسف في البرازيل، وقد تسلمت روسيا الرئاسة من البرازيل في عام 2015
3- وفي فترة رئاسة روسيا تم إطلاق بنك التنمية الجديد، وصندوق الاحتياطات النقدية، ونظام المجموعة نص على أن يتم ترشيح الرئيس الأول لمجلس المحافظين للبنك من دولة روسيا، ويتم ترشيح الرئيس الأول لمجلس الإدارة من دولة البرازيل، ومن الهند يتم ترشيح أول رئيس للمدراء التنفيذيين .
4- رأس مال مجموعة بريكس ضخم، حيث يبلغ حوالي 200 مليار دولار، يتم تقسيمها إلى نصفين، هما 100 مليار دولار رأس مال لبنك بريكس الدولي للتنمية، والـ 100 مليار دولار الأخرى للصندوق الاحتياطي النقدي .
5- بنك بريكس هو بنك تقتصر عضويته على مجموعة بريكس، برأس مال 100 مليار دولار، عن طريق تمويله بدفع 50 مليار دولار، والخمسين مليار الأخرى تقسم على كل دولة من الدول الخمس، فتدفع كل دولة منهم 10 مليار دولار .
أهداف مجموعة بريكس
- تهدف مجموعة البريكس لتشكيل توازن في الاقتصاد الدولي وإنهاء سياسة القطب الأحادي التي تتخدها الولايات المتحدة للهيمنة على السياسة المالية العالمية .
- خلق بديل فعال لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي .
- تحقيق الدمج والتكامل والاقتصادي بين الدول الأعضاء الخمس اقتصاديا وسياسيا، عن طريق وضع آليات مساهمة بين هذه الدول في وقت الأزمات أو وقت التدهور الاقتصادي، وذلك بدلا من اللجوء إلى إحدى المؤسسات الأخرى المسيطرة .
- تنمية البنية التحتية في الدول الخمس الأعضاء، مع وضع طريقة فعالة لمنح وتبادل القروض بين الأعضاء بشكل لا يؤثر سلبا على أي دولة فيهم، أو يحدث أي خلل اقتصادي .
- تحرير تلك البلدان من قيود الاقتراض من المؤسسات الغربية الأخرى كصندوق النقد الدولي، وبالتالي تعزيز الأمان الاقتصادي العالمي لها، عن طريق تحريرها وإنقاذها من الفوائد التي تفرضها المؤسسات الغربية.