فيديو.. تحويل الهواء إلى مياه نقية.. فكرة إيطالية استفادت منها الإمارات
تامر إمام
الجمعة، 16 مارس 2018 05:00 م
أليسيو لوكاتيلي، طبيب إيطالي الجنسية كرّس حياته المهنية في إجراء البحوث والدراسات لابتكار تقنية تعمل على تحويل الهواء إلى مياه، وجرى ذلك عقب مشاركته في أعمال الإغاثة بعد الزلزال الكبير الذي حدث في هايتي عام 2010.
وخلال الأزمة الناتجة عن الزلزال، واجهت الدكتور أليسيو مع فرق الإغاثة صعوبة كبرى في إيجاد مياه معدنية آمنة للشرب وتنظيف المعدات الطبية وكان نقص المياه من المعضلات الرئيسية لحملة الإغاثة.
وبعد إجراء عدة تجارب ناجحة، تم تطوير عملية التقاط المياه من الجو وتوسعت بعدها على الصعيد التجاري، وكانت النتيجة بابتكار نظام "فيراجون" لتحويل الهواء إلى مياه بسعة إنتاج تصل إلى ألف لتر في اليوم من المياه النقية، وتصل قيمة إنتاجها إلى 0.03 درهم/لتر.
فكرة وحدات فيراجون لإنتاج المياه النقية من الهواء تتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية وحصلت على اعتماد ترخيصها للاستخدام في منطقة دول مجلس التعاون.
ومؤخرا، قامت شركة "إشارة كابيتال" الإماراتية المملوكة للدكتور أليسيو لوكاتيلي ويقع مقرها الرئيسي بإنجلترا، بإبرام اتفاقية مع مجموعة "فيراجون" العالمية القابضة، المتخصصة في مجال توفير حلول مستدامة لشرب المياه الطبيعية في الشرق الأوسط، من أجل تطبيق تقنية الحصول على مياه الشرب من خلال جمع الرطوبة من الهواء، وستكون "فيراجون" أول شركة من نوعها تفتتح فرعاً لها في أبوظبي لتزويد الشركات والمؤسسات الحكومية بنظم وحدات معالجة الهواء لتحويل الرطوبة في الهواء إلى مياه صالحة للشرب في أسواق الشرق الأوسط.
مقر "فيراجون لحلول المياه" في أبوظبي سيكون مختصا بتقديم مياه الشرب في البيئات الحارة أو الاستوائية، وتهدف الشركة من خلال نظام تحويل الهواء إلى مياه، إلى الحد من كمية استخدام المياه المعدنية المعبأة في الزجاجات البلاستيكية، وقد نجحت وحدات تحويل الهواء إلى مياه من فيراجون بإنتاج مياه الشرب ليستفيد منها عناصر الأمم المتحدة والقوات المسلحة في العديد من البلدان داخل المناطق الجافة والتي تعاني من أصعب المناخات في العالم.
وتسعى شركة فيراجون إلى إطلاق أربعة مشاريع جديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع شركات كبرى تبحث عن أفضل السبل للحصول على مصادر مستدامة لمياه الشرب دون الحاجة للخدمات اللوجستية من أجل المساعدة في خفض التكاليف وتخفيض الإنبعاثات الكربونية.
وعلى الرغم من أن تقنية فيراجون جرى تطويرها لضمان توفير مورد مضمون للمياه النقية عند حدوث الكوارث والأزمات التي تضر البشرية، إلا أنها توفر أيضاً العديد من الاستخدامات الأخرى المناسبة للزراعة والمشاريع التي تقام في المناطق النائية وعلى المنصات البحرية، أو حتى في المناسبات الضخمة، ويمكن دمجها مباشرة في المناطق السكنية.