تواجه صناعة الجلود تحديات كثيرة، أبرزها الحصول على تمويل من البنوك، سواء في قطاع الدباغة أو تصنيع المنتجات الجلدية، وتوجد مشروعات لا حصر لها بحاجة إلى تمويل؛ بهدف زيادة الإنتاج ورفع حجم الصادرات، خاصة وأن صناعة الجلود يعد من القطاعات التي تعتمد بنسبة كبيرة على المكون المحلي.

تعقيدات الإجراءات أمام الحصول على قرض تقف حائلا بين صاحب المصنع، وتطوير إنتاجه، والخروج به إلى الأسواق العالمية، ويبحث اتحاد الصناعات مع البنوك هذه الفترة إيجاد حل لهذه المشكلة.

التمويل

قال جمال السمالوطي، رئيس غرفة صناعة الجلود في اتحاد الصناعات، إن القطاع يضم أكثر من 17.600 منشأة صناعية، أكثر من 90% منها تندرج تحت المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وبحاجة كلها إلى تمويل من أجل زيادة الإنتاج، وتطوير الماكينات لتحسين جودة المنتج المحلي، لافتًا إلى أن المنتجات الجلدية بصورته النهائية تحتوي على حوالي 45% نسبة مكون محلي بها.

 

العمالة المدربة

أصبحت العمالة المدربة التحدي الأكبر الذي يواجه صناعة الجلود وتطويرها، وتحقيق الأهداف المرجوة من هذه الصناعة، في ظل ضعف دور التعليم الفني في مصر، وهو ما أكده أصحاب المصانع في غرفة صناعة الجلود، وطالبوا بإنشاء مراكز لتدريب العمالة الفنية في قطاع صناعة الجلود.

وقال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن تفعيل دور المدارس الفنية، وتطوير المناهج والتدريب بما يتناسب مع احتياجات السوق سيساهم بشكل كبير في حل هذه الأزمة، موضحا أنه توجد فرص عمل لكن لا يوجد العامل المؤهل.

وأكد الإدريسي، في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، أن توفير العمالة المدربة في كل القطاعات ستحدث نقلة نوعية في القطاع الصناعي والخدمي في مصر، والاستفادة من الطاقات البشرية، التي تعد ثروة وليست مشكلة.

 

ارتفاع أسعار الخامات

وأضاف السمالوطي، في اجتماع الشعبة الأخير، أن ارتفاع أسعار الخامات تسبب في حالة من الركود في الأسواق بعدما ارتفعت أسعار المنتج النهائي على أثر الخامات، ما أدى إلى تقليل حجم الطاقة الإنتاجية للمصانع، مشيرًا إلى أهمية الاستثمار في مستلزمات التصنيع، والصناعات المكملة للجلود في مصر من الإكسسوارات، والمواد اللاصقة والصباغة.

وأوضح السمالوطي، أن الاستثمار في الخامات سينعكس على خفض تكلفة التصنيع، وتقليل سعر المنتج وتطويرة، وكل ذلك سيرفع حجم الطاقة الإنتاجية، وسيقلل أسعار المنتجات في الأسواق.

 

تصدير الجلود خام

قال يحيى زلط رئيس مركز الجلود المتطورة، نائب رئيس اتحاد الجلود العرب، إن مصر تصدر أكثر من 75% من الجلود خام من دون تصنيع، أو إجراء قيمة مضافة عليها، وهو ما يضر بالصناعة المحلية، وهو ما تسبب في تراجع حجم الصادرات خلال العام الماضي من الجلود؛ نتيجة لتصدير الخام، والاقتصار على ما يتبقى 25% من الجلود ردئية الخامة، للسوق المحلي، ما ينعكس على جودة المنتج.

وأكد زلط، في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، أن اقطاع الجلود عموما سجل خسائر كبيرة خلال العام الماضي 2017 وتراجع صادراتها، مع نقل ورش دباغة الجلود من سور مجرى العيون إلى مدينة الروبيكي، لكن بدأت تتعافي مجددا خلال شهر يناير من العام الجاري 2018، محققة ارتفاعا ومن المتوقع أن تشهد مزيدا من الارتفاع خلال الفترة المقبلة مع تشغيل 90% من المدابغ في الروبيكي.