بعد نجاح تجربتها في المغرب.. هل تستوعب الصناعة المصرية السيارة رينو؟
قطاع السيارات قطاع واعد وفي انتظار المزيد من الاستثمارات خلال الفترة المقبلة، خاصة مع إطلاق خريطة صناعة السيارات في مصر، وفي أسبوع واحد أكدت شركة رينو للسيارات اعتزامها على تجميع سيارتها في مصر، جاء ذلك خلال زيارة وفد فرنسي لمصر حاليا؛ لبحث الفرص الاستثمارية خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى توقيع شركة "كيا" عقد لتجميع سيارتها في مصرباستثمارات 4.2 مليار جنيه خلال الخمس سنوات الأولى بإنتاج 15 ألف سيارة سنويا.
وتفقدت مجموعة رينو العالمية عددا من خطوط الإنتاج التابعة لشركات تجميع السيارات المحلية في مصر، في إطار اللقاء المشترك مع ممثلي الشركة المصرية العالمية للسيارات "إيه أي إم".
وقال الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن تنمية الصناعة في مصر نقطة محورية في استراتيجية الدولة، والتي تستهدف وصول القطاع الصناعي إلى 21% من إجمالي الناتج المحلي، بعدما كانت تسجل 17%، ويظهر ذلك في إعطاء مزايا للشركات الأجنبية المستثمرة في القطاعات الصناعية وبالأخص في صناعة السيارات، والتي تعطي مزايا للشركات المصنعة محليا وهو ما سيحدث طفرة في حجم الاستثمارات خلال الفترة المقبلة.
وأشار "الإدريسي"، في تصريحات خاصة لـ "دوت مصر"، إلى أن شركة رينو كانت لها تجربة ناجحة في المغرب، ويمكن الاستفادة منها أيضا في مصر، من خلال زيادة الإنتاج المحلي من السيارات، والصناعات المغذية لها، لافتًا إلى أن زيادة الشركات الأجنبية ستساهم في توفير سيارات محلية بأسعار مناسبة.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن زيادة نسبة المكون المحلي في صناعة السيارات ستساهم في زيادة الصادرات المصرية، وتعالج خلل الميزان التجاري، وستوفر العملة الصعبة التي كانت عليها ضغط كبير عند استراد السيارات، بتحويل مصر إلى مركز لوجستي للصناعات المغذية للسيارات، وترانزيت للصادرات من خلال استغلال الاتفاقيات التجارية التي وقعت عليها مصر.
وأضاف "الإدريسي" أن مصر تمتلك خبرات جيدة في قطاع صناعة السيارات لكنها ما زالت خبرات فردية، ويجب العمل على التنسيق بينها، للاستفادة منها بالشكل الأمثل.
وقالت مصادر بالشركة المصرية، في تصريحات صحفية، إن "إيه أي إم" تسعى للتحول من استيراد كل سياراتها إلى التجميع المحلي لتلبية احتياجات السوق من مختلف أشكال رينو.
وعلق رئيس مجلس إدارة إيه أي إم، التابعة لمجموعة ألكان القابضة المالكة للمصرية العالمية للسيارات خالد نصير، بأن تجميع رينو محليا ما زال قيد الدراسة، مطالبا بضرورة وجود رؤية شاملة لاتجاهات الدولة بمجال صناعة السيارات ومكوناتها.
جدير بالذكر أن مصر أصبحت هي الدولة الوحيدة التي حصلت على رخصة تجميع سيارات كيا في منطقة الشرق الأوسط وقارة إفريقيا، وفقا لما صرح به وزير التجارة والصناعة المهندس طارق قابيل.
جاءت مصر في المركز الـ 39 بين أكبر منتجي السيارات في العالم، وذلك للعام الثاني على التوالي، وفقا لتقرير المنظمة الدولية لمصنعي السيارات حول إحصائيات الإنتاج العالمية في عام 2017، وبلغ الإنتاج الكلي لمصر بنسبة 1.13% على أساس سنوي، وجاءت الزيادة مدفوعة إلى حد كبير بارتفاع إنتاج سيارات نقل البضائع والركاب إلى 26670 سيارة مقابل 25300 سيارة في 2016، في حين انخفض إنتاج سيارات الركوب إلى 9970 سيارة مقابل 10930 سيارة في عام 2016.