في زيارته للصين.. أبرز ما صرح به الرئيس الفلسطيني محمود عباس
وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى بكين اليوم " الاثنين " فى زيارة رسمية للصين تستغرق أربعة أيام بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ ، حيث سيعقد محادثات مع القيادات الصينية حول التطورات في منطقة الشرق الأوسط والأوضاع الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك.
كان عباس قد صرح أنه سيناقش خلال زيارته إلى الصين سبل الربط الاقتصادي والثقافي والبنية التحتية بين فلسطين والصين والدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق ، معربا عن أمله بأن تسهم زيارته التي وصفها بالهامة إلى الصين في تبادل الرأي حول ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط من أزمات ، ومحاربة الاٍرهاب والعنف ، لافتا في هذا الصدد إلى الثقل السياسي والاقتصادي الهام للصين على المستويين الإقليمي والدولي.
وقال - فى تصريحاته التى نشرت بوكالة انباء شينخوا الصينية الرسمية أمس الأحد - إن الصين من الدول الكبرى التي لها تأثير واسع على الساحة السياسية الدولية ، والذي يمكن أن يسهم بإيجابية في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ، وتحقيق تقدم على صعيد العملية السياسية في الشرق الأوسط.
وشدد الرئيس الفلسطينى على أهمية مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين عام 2013 بهدف بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا وأوروبا وإفريقيا على طول مسارات التجارة القديمة ، وقال " إننا نثمن عاليا مبادرة الرئيس شي جين بينغ من أجل التنمية والشراكة والازدهار للجميع ، ونحن في فلسطين جزء من هذه المبادرة".
وأكد على أهمية مبادرة الرئيس شي جين بينغ ذات الأربع نقاط في 2013 ، وخطابه الذي القاه أمام جامعة الدول العربية خلال زيارته لمقرها فى القاهرة في 2016 ، التي أكد فيها على ضرورة تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، ودعم الشعب الفلسطيني للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي لبلاده ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله.
وأعرب عباس عن أمله بأن تساهم زيارته إلى الصين في تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية والمميزة التي تربط دولة فلسطين مع جمهورية الصين الشعبية والتي اعرب عن حرصه على تمتينها وتعزيزها لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين الصديقين ، وأكد على مساندة الصين والتضامن معها في سعيها لاستكمال توحيد أراضيها ، والابتعاد عن انفصال أي جزء منها ، وبما في ذلك عودة تايوان إلى أحضان الصين الأم.
وفي الشأن السياسي ، قال عباس إن الموقف الفلسطيني "واضح وصريح وهو تحقيق سلام دائم وشامل قائم على مبدأ حل الدولتين المدعوم دوليا لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967" ، وشدد على "تطبيق مبادرة السلام العربية التي تبناها المجتمع الدولي لتشكل فرصة فريدة وهامة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة يمكن من خلالها حل قضايا الوضع النهائي بشكل متفق عليه بين الجانبين ، ويمهد لإقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية والإسلامية وبين إسرائيل عقب إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية".
وأردف عباس، أن الموقف الفلسطيني يؤكد كذلك "على أن الاستيطان بكافة أشكاله ومسمياته غير شرعي ومخالف لكل القوانين والشرائع الدولية ، وهو ما أكده القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي بخصوص عدم شرعية إقامته فوق أراضي دولة فلسطين" ، وأن قضايا القدس واللاجئين وتبادل الأراضي هى"قضايا الوضع الدائم والتي يجب أن توضع على طاولة المفاوضات لبحثها والتوصل إلى حلول دائمة بشأنها" ، موضحا أن الموقف الفلسطيني بخصوصها "واضح وصريح ، وهو أن القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين ، والتي ستكون مفتوحة لجميع الأديان لممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية ، فيما تحل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدوليةً ومبادرة السلام العربية التي دعت للتوصل إلى حل متفق عليه ومقبول من الجانبين".
وفي رده على سؤال حول إذا ما كان للفلسطينيين نية في التوجه إلى الأمم المتحدة لنيل عضوية كاملة في الأمم المتحدة بعد أن حصلوا على صفة دولة مراقب غير عضو ، قال الرئيس الفلسطينى إن صفة فلسطين الآن في المنظمة الدولية "تمنحها الحق في استكمال عضويتها الكاملة في المؤسسات والمنظمات الدولية كافة ، وهذا الحق يخدم مصالح وحقوق شعبنا وقضيتنا" ، مضيفا "فِي نفس الوقت فإننا نعطي فرصة لإنجاح الجهود الرامية إلى إنقاذ المسيرة السلمية، وإنهاء الاحتلال وإقامة السلام العادل والدائم".
ومن جانب آخر ، أكد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي - فى تصريحات ادلي بها لوكالة الانباء الصينية قبيل الزيارة - علي عمق العلاقات الفلسطينية الصينية والسعي المستمر لتعزيزها في كافة المجالات ، وقال إن زيارة محمود عباس إلى الصين "بمثابة رسالة صداقة وشكر وامتنان للموقف الصيني الداعم للقضية الفلسطينية على مدار سنين طويلة" ، مؤكدا وجود رغبة لدى فلسطين في أن يكون للصين دور وحضور مهم في العملية السياسية الجارية (مع اسرائيل) وكافة الأمور المتعلقة بالمنطقة ككل.
وقال المالكى "نحن ننظر إلى العلاقة الفلسطينية الصينية كعلاقة مميزة ونعتبر أن هذه العلاقة تطورت خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ ونحن نقدر هذه العلاقة ونشكر الصين على كل ما قدمته لفلسطين على مدار السنين الطويلة" ، وأضاف "نثمن الدعم الصيني لقضيتنا وليس فقط فيما يتعلق بالموقف السياسي الصيني الثابت والراسخ والداعم للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية وإنما أيضا الدعم الصيني في المجال التنموي والاقتصادي وبناء القدرات وتنمية الإمكانيات البشرية لموظفي السلطة الفلسطينية ضمن بناء قدرات دولة فلسطين".
وأشار وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني إلى المشاركة الفاعلة لوفد فلسطيني رفيع في منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي والذي عقد في منتصف شهر مايو في العاصمة الصينية بكين ، مشيرا إلى أن الفلسطينيين تواقون لأن يكون لهم دور واستفادة كبيرة من المبادرة الصينية.
وقال "بالتأكيد الصين لديها رؤية في كيفية تطوير العلاقات مع كافة الدول التي يمر عبرها طريق الحرير ونحن لدينا كل الجاهزية والاستعداد للتعاون مع الجانب الصيني في هذا المشروع الكبير لتطوير العلاقات والتنمية خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية لدولة فلسطين".
وتطرق المالكي إلى الاتفاق الفلسطيني الصيني الأخير في إقامة لجنة وزارية صينية فلسطينية مشتركة مع التركيز على أن تغطي اللجنة الجوانب الاقتصادية ما بين الجانبين خاصة على المستوى التجاري مع استكمال المشاورات السياسية التي تعقد ما بين وزارتي الخارجية الفلسطينية والصينية.