يوري دروزدوف.. ضابط حوّل عملاء الاتحاد السوفيتي إلى أمريكيين
توفي المدير السابق للمخابرات السوفييتية، "يوري دروزدوف" في 21 يونيو عن عمر يناهز 91 عامًا، ونشرت "بي بي سي" تقريرًا عن أبرز محطات الضابط الروسي.
التدريب على التصرف "لا شعوريًا"
كمدير سابق لوكالة الاستخبارات المركزية "KGB"، امتلك دروزدوف الخبرة اللازمة لتجهيز الأشخاص للمهمة، كان يوري يدرب عملاء الاتحاد السوفيتي على الحديث والتفكير والتصرف حتى بشكل لا شعوري مثل الأمريكيين أو البريطانيين أو الفرنسيين أو الألمان، حسب كل واحد ودوره.
بحث عملاء "KGB بالولايات المتحدة عن الأطفال المدفونين في المقابر الذين كانوا في مثل المجندين السوفييت، وكانت تلك طريقة مفيدة لسرقة "هويتهم الشخصية" قبل دخول عصر الإنترنت، حيث أصدروا سيرة شخصية وطبعوا شهادة ميلاد لكل عميل في عمل مرهق وكلف لكنه كان الطريق الوحيد لإتمام المهمة.
الناتو وأمريكا
كان دروزدوف ملهمًا للجواسيس الذين اشتغلوا بأعمال عادية وعاشوا بعيدًا عن الضغوط الدبولماسية للجواسيس الذين تقلدوا مناصب سياسية، وحتى لآخر أيامه كان يهاجم أمريكا وحلف الناتو، ففي مقابلة له عام 2011 قال: "لن أعطي علامات عليا لقوات الناتو الخاصة، ولا إلى النظام الأمريكي للتدريب".
وأضاف:" ما يفعلونه هو محاولة القيام بعملياتهم الخاصة دون أن تتسخ أيديهم وهذا - في رأيي - عمل مشكوكًا فيه نوعًا ما".
الجاسوس ينسى هويته
لا توجد أرقامًا محددة عن عدد العملاء السوفيت خلال الحرب الباردة، إلا أن عمل دروزدوف يظهر جليًا في قول مدير "KGB" الذي سبق يوري، وهو فاديم أليكسيفيتش كيربيينشنكو:" هولاء عملاء من صنعنا"، وعاد الكثير من الجواسيس لروسيا بعد سنوات من الخدمة خارجها وعادة يتحدثون بلغتهم الأجنبية، حتى ان عاداتهم اليومية اكتست بالدولة التي سافروا لها سواء الولايات المتحدة او فرنسا أو بريطانيا. ويضيف كيربيينشنكو:" البعض ينسى هويته الأصلية ويصبح شخصًأ آخر".
الضابط المثالي
توفي دروزدوف في 21 يونيو عن عمر يناهز 91 عامًا، دون ذكر سبب الوفاة، وبعد إعلان الخبر وصفته إدارة المخابرات الخارجية الروسية أنه "ضابط روسي مثالي ورجل لائق وقائد حكيم"، ويوجد الكثير من الجوانب الخفية عن عمليات دروزدوف تحوي أسرارها أرشيف الأمن الروسي.