التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 06:10 م , بتوقيت القاهرة

ليو فارادكار.. الهندي "الشاذ" الذي أصبح أصغر رئيس وزراء أيرلندي

من أصل هندي.. شاذ.. أصغر رئيس وزراء أيرلندي في التاريخ.. صفات عديدة يتميز بها رئيس وزراء أيرلندا الجديد "ليو فارادكار"، الذي تم انتخابه اليوم رئيسًا لحزب أيرلندا الحاكم "فاين جايل".


وفي الأيام الماضية، برز اسم فارادكار في العناوين السياسية الأيرلندية، وكان كل التركيز عليه لكونه نصف هنديًا، ويعترف بميوله الجنسية المثلية منذ 2015، وهي مفارقة غريبة، لأن أيرلندا يعد واحدًا من أكثر البلاد الكاثوليكية المحافظة في أوروبا.


ولكن لم يعق فارادكار أصله الهندي أو ميوله الجنسية، ليصل إلى منصب رئاسة الوزراء، بعدما فاز برئاسة أكبر حزب في بلاده، والذي ينتقل منه مباشرة لتولي رئاسة الوزراء في غضون أسابيع.


ومن أبرز التحديات التي ستواجه فارادكار، هي انتشال أيرلندا من الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها منذ سنين عدة، بالإضافة للتعامل مع قضية انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.


ولد فارادكار في العاصمة الأيرلندية، دوبلن، في 18 يناير 1979، من أب هندي يعمل طبيب وديعى "أشوك"، وأم أيرلندية تعمل ممرضة، تزوجا عندما كانا يعملان معا في بلدة "سلاو" في مقاطعة "باركشير" جنوب شرق إنجلترا، وفي إيرلندا عام 1970.


وحتى عام 1990، كانا المثلية الجنسية والطلاق غير قانونيان، وعدد المهاجرين قليلاً، وكانت أيرلندا من أفقر البلدان الأوروبية.


وسار فارادكار على خطى والديه فامتهن الطب، وعندما بلغ سن الـ 24، تم انتخابه عضوًا في مجلس الحزب، ثم أصبح عضوًا في البرلمان الأيرلندي عام 2007.


أصبح "فاين جايل" الحزب الحاكم في أيرلندا عام 2011، وتولى بعد ذلك فارادكار وزارات النقل، السياحة، الرياضة وأخيرا الصحة، وهو المسؤول عن إدارة نظام الرعاية الاجتماعية الأيرلندي.


ومنذ توليه مناصب عدة في بلاده، وصفه الإعلام بأنه "متحدث صريح ومباشر"، ويطلق تصريحات نارية لا يخشى فيها أحدًا.


في 2015، اعترف رئيس الوزراء الأيرلندي الجديد بكونه "شاذ" جنسيًا، في لقاء مع الإذاعة الإيرلندية الرسمية، وقال في خلال اللقاء: "هذا ليس بالأمر الكبير.. وأتمنى ألا يكون كذلك لأي شخص آخر.. فلا يجب أن يكون كذلك".


وبعد ذلك بشهور قليلة، صوتت أيرلندا في استفتاء على جعل "زواج المثليين" قانونيًا.


عندما أعلن رئيس حزب فاين جايل استقالته، أطلق مؤيدي فارادكار حملة لترشحه لرئاسة الحزب، ولاقت الحملة رواجا كبيرا بين أعضاء البرلمان في خلال 48 ساعة فقط، ولم يتمكن منافي فارادكار، وزير الإسكان سيمون كوفيني، من الصمود أمام رئيس وزراء أيرلندا الشاب.


وأدلى فارادكار، في أثناء حملته الانتخابية، بتصريح أثار جدلا، عندما قال "إن حزب فاين جايل عليه أن يمثل أولئك الذين يستيقظون مبكرا في الصباح"، وأوضح أنه يتحدث عن الأشخاص الذين يعملون في وظائف حكومية أو خاصة، أو حتى يعملون لحساب أنفسهم، بالإضافة لهؤلاء الذين يستيقظون مبكرا لرعاية أحبائهم، والأب والأم الذين يهتمون بأطفالهم.


وحاول أعداء حزب فاين جايل وصفه بأنه صاحب إيديولوجية يمينية، ولكن من الواضح أنهم لم ينجحوا في إفشاله.


عندما يعين فارادكار في منصب رئيس الوزراء رسميًا في غضون الأسابيع القادمة، سيصبح أصغر رئيس وزراء في تاريخ أيرلندا، إذ يبلغ من العمر 38 عامًا فقط.


وسيواجه فارادكار - حسب وصف رئيس الوزراء السابق - أكبر تحدي في التاريخ الأيرلندي، وهو انفصال أقرب جيرانها - بريطانيا - عن الاتحاد الأوروبي.


ولكن فارادكار يظن نفسه قادرًا على التغلب على هذا التحدي، ويرى نفسه يشبه رئيس فرنسا الجديد الشاب إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء كندا الشاب جاستين ترودو، اللذان يمتازان بالشباب والديناميكية والقيادة الوسطية.LEO