إيران ودول المغرب العربي.. زيارات مؤجلة و"محبة بعد عداوة"
إيران ودول المغرب العربي، علاقات سادها التوتر أحيانا والعمق والمصلحة أحيانا أخرى، فزيارات وجولات كان من المفترض أن يقوم بها الرئيس الإيراني حسن روحاني، ولم تكشف السلطات الإيرانية عن أسبابها حتى الآن.
الجدل يحيط بالأمر خاصة مع الجانب المغربي، إذ ترددت أنباء عن زيارة روحاني للمغرب، لكن الرئيس الإيراني تجاهلها، ما أغضب المغرب، الأمر الذي دفع إيران للتوضيح بأن المغرب لم تكن مستهدفة بالأساس من جولة روحاني، ومن ثم الجزائر صاحبة الحظ السئ، التي تصادف إلغاء للزيارات المرتقبة لها، عقب إلغاء زيارة ميركل؛ بسبب وعكة صحية أصابت الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
جولة أفريقية مؤجلة
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، عن تأجيل الجولة الإفريقية للرئيس الإيراني إلي موعد غير محدد، وفقا لوكالة أنباء "إسنا" الإيرانية، مشيرا إلى أن جولة روحاني التي كانت مرتقبة "لن تبدأ خلال الأسابيع المقبلة في ظل عدم توفر التمهيدات اللازمة، وسنعلن موعدها قريبا".
الجزائر وإيران.. علاقة قوية
أجل روحاني جولته للجزائر في وقت تشهد في العلاقات الإيرانية الجزائرية حالة انتعاش، إذ سبق وصرح سفير إيران في الجزائر، رضا عامري، بقوله "طهران والجزائر نموذج ناجح للروابط بين الدول"، فيما سبق لبوتفليقة أن زار طهران عدة مرات، في حين أن رؤساء إيران السابقين زاروا الجزائر أيضا في مناسبات عديدة.
والعلاقات بين الجزائر وإيران قوية في المجال الاقتصادي، خصوصا في مجال الطاقة، كما تسعى إيران إلى توطيد علاقاتها الثنائية مع الجزائر في المجال السياحي.
وكان السفير الإيراني بالجزائر رضا أميري صرح عام 2015، قائلا إن "وكالات السياحة الإيرانية بصدد إجراء اتصالات وإرساء علاقات مع نظيرتها الجزائرية وأن آفاق هذا التعاون واعدة في هذا المجال".
وتسعى إيران لتعزيز التعاون الثنائي مع الجزائر في القطاع السياحي، مثلما فعلت في مجال الطاقة والتبادل التجاري بخلق فرص استثمارية أمام المستثمرين الإيرانيين في مجال السياحة الاستشفائية والثقافية قصد تعويض النتائج السلبية التي نتجت عن انخفاض أسعار النفط العام 2015، بحسب صحيفة أخبار اليوم الجزائرية.
المغرب وإيران.. محبة بعد عداوة
وتختلف علاقة إيران بالمغرب عنها مع الجزائر، نظرا لمشاحنات وقعت بين الجانبين، واستبعدت مصادر دبلوماسية إيرانيّة التحضير لأي زيارة مرتقبة من الطرف الإيراني إلى المغرب، قريبا، في شخص الرئيس حسن روحاني، في الأيام القادمة.
لكن السلطات الإيرانية، أكدت أنّ الاستعدادات متوفرة لأي زيارة مرتقبة؛ "لأن العلاقات بين البلدين جيدة وليس هناك أي مانع سوى أن الوقت الراهن يعرف فيه المغرب تأخر الإعلان عن تشكيل الحكومة".
وبحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "هسبرس" المغربية، عادت العلاقات بين الرباط وطهران إلى طبيعتها عام 2015، بعد تعيين السفير الإيراني الجديد محمد تقي مؤيد، ثم استقبال الرئيس الإيراني حسن روحاني سفير المغرب المعتمد لدى طهران حسن حامي، قبل أشهر.
وتحسنت العلاقات بين الجانبين بعد قطيعة بدأت مارس 2009، وصلت تطوراتها إلى حد تجميد العلاقات الدبلوماسية وسحب السفير المغربي سنة 2009، وإقفال السفارة الإيرانية بالرباط.
ويسعى الطرف المغربي إلى تحسين علاقاته مع طهران، وإعادة التطبيع بين البلدين، وهو ما بدى واضحا من خلال آخر مناسبة رسمية احتضنها مقر إقامة السفير الإيراني بالرباط، إلا أن التمثيلية الرسمية المغربية غابت عن الاحتفال الإيراني بالذكرى السنوية الـ38 لـ"انتصار الثورة الإسلامية"، عكس ما يتم في باقي المناسبات الرسمية للسفارات الأجنبية المعتمدة لدى المملكة.
تونس وإيران.. تحفظ ثم المصلحة تحكم
وميزت العلاقات التونسية الإيرانية، حالة تحفظ خلال أواخر فترة حكم الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة خوفا من امتداد الثورة الإسلامية إلى تونس، والدبلوماسية المحتشمة التي انتهجها الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
إلا أن التوجه الاقتصادي كان الغالب على العلاقات بين البلدين، من خلال تبادل زيارات وفود وزراء من الجانبين، بعد ثورة 2011 التونسية، إذ أمضت تونس مع أيران مجموعة اتفاقيات لتطوير العلاقات في مجال السياحة والصناعات التقليدية.
وتضمن برنامج التعاون بين البلدين "إقامة مشاريع استثمارية وتسهيل الحركة السياحية ووضع برامج سياحية مشتركة وتبادل الخبرات والمشاركة في التظاهرات والمعارض"، كما استقبلت تونس نحو 1500 سائح إيراني مقابل 5 آلاف العام 2010.