التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 12:11 م , بتوقيت القاهرة

4 سيناريوهات بعد انتهاء الهدنة في غزة

كتب- خالد المسلماني:

في الثامنة من صباح الجمعة تنتهي هدنة الأيام الثلاثة بين الفلسطنيين والإسرائيلين لتنجح فيما فشلت فيه الهدنة الأمريكية، ويخرج آخر جندي إسرائيلي من القطاع ويتوقف نزيف الضحايا الذي وصل إلى 1886 قتيلا، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه.. ماذا بعد انتهاء الهدنة؟



أعلن مسئولون إسرائيليون، موافقتهم على تمديد الهدنة، ليسارع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، ورئيس الوفد الفلسطيني إلى مفاوضات القاهرة عزام الأحمد، إلى نفي التوصل لتمديد وقف إطلاق النار.

وقال أبو مرزوق، الموجود في القاهرة ضمن الوفد الفلسطيني المشارك في المباحثات غير المباشرة مع إسرائيل، على "تويتر": "ليس هناك من اتفاق على التمديد للتهدئة"، فيما أكد الأحمد أن كل ما نشر بشأن تمديد الهدنة وأذيع في بعض وكالات الأنباء والفضائيات منسوبا لمصادر إسرائيلية اليوم، لا أساس له من الصحة وإنما هدفه التشويش على الوفد الفلسطيني وعلى التحرك المصري.

 

 

 

 

لتستمر المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في القاهرة وسط إصرار الفلسطينيين على تحقيق كل مطالبهم دفعة واحدة دون تجزئة وهي وقف العدوان، والانسحاب من المناطق الحدودية التي احتلتها إسرائيل أخيرا، والصيد لمسافة 12 ميلا بحريا، وفتح المعابر وإنهاء الحصار، وتأمين حرية التأمين للأفراد والبضائع والإلتزام باتفاقية شاليط وإطلاق سراح الأسرى، وإعادة تشغيل مطار غزة والميناء، عقد مؤتمر دولي للمانحين لإعادة إعمار غزة، ووقف اعتداءات المستوطنين والاعتقالات التي تمت بعد 12 يونيو/ حزيران، فيما تسعى إسرائيل إلى إنهاء تلك الحرب التي أسفرت عن مقتل 64 من جيشها وخسائر تقدر بـ2.3 مليار دولار أمريكي.



غزة الجديدة

وسط الرؤية الضبابية لتطورات المفاوضات التي تعقد بالقاهرة، هناك عددا من السيناريوهات التي يمكن أن تصل إليها تلك المفاوضات، الأول والذي يصعب تحقيقه، يتمثل في أن يتم الضغط على حماس لنزع سلاحها وهو المطلب الرئيسي لإسرائيل ورغبتها في توسيع الاتفاق، وتحويله إلى اتفاق إقليمي تكون دول عربية معتدلة جزءا منه.

وعلقت مصادر مصرية لصحيفة الشرق الأوسط السعودية في هذا الصدد: "بأن ذلك أمر سابق لآوانه، المهم الآن هو التركيز على وقف نزيف الدم في غزة، أية توسع الآن في المقترحات أو إدخال عناصر أخرى إلى المفاوضات ربما يكون من شأنه تسويف القضية وإطالتها، ولكن من الممكن لاحقا مناقشة أية أفكار تتعلق بتأمين السلام في المنطقة". وتسعى إسرائيل للعمل على خلق نظام جديد في قطاع غزة وإدخال السلطة الفلسطينية شريكا فيه.

أحلام فلسطين

والسيناريو الثاني الذي يصعب تحقيقه أيضا، أن تتم الاستجابة للمطالب الفلسطينية، لإن موافقة الحكومة الإسرائيلية عليها قد يؤدي إلى انهيار شعبيتها، حيث تشير استطلاعات الرأي الإسرائيلية إلى أن شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بداية الإعلان عن العملية العسكرية وصلت إلى 60% من جمهور المستطلعين لتنخفض بعدها إلى 37% بمرور عدة أيام من بدء العملية، ثم عاودت الارتفاع إلى أقصى درجاتها مع بدء العملية البرية على غزة لتصل إلى 82%، في حين بدأت شعبيته في الانخفاض مرة أخرى منذ يوم الخميس الماضي، لتصل إلى 74% ثم 62% يوم الأحد الماضي، على خلفية قرار الانسحاب من غزة.



الأمر الواقع

والسيناريو الثالث، وهو الأقرب للتنفيذ، أن كلا الفريقين يخفض من سقف مطالبه في المفاوضات على أمل أن يخرج بأكبر قدر من المكاسب، خاصة بعد وصول المبعوث الخاص لوزير الخارجية الأميركي فرانك جراهام، إلى القاهرة للمشاركة في المباحثات بشأن التوصل إلى هدنة دائمة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل مع دخول هدنة الـ72 ساعة يومها الثالث.

وما يؤكد تلك المساعي، تصريحات مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة "فرانس برس"، طالبا عدم كشف هويته، "إسرائيل لا ترى أية مشكلة في تمديد وقف إطلاق النار بلا شروط"، مضيفا أن "التمديد يمكن أن يكون مفتوحا". وكذلك تصريحات وزير العلوم الإسرائيلي يعكوب بيري: بأن إسرائيل تسعى إلى الدخول على خط محور الدول المعتدلة في المنطقة، الأمر الذي يتطلب تجديد العملية السياسية مع السلطة الفلسطينية وتسوية شاملة بعيدة المدى"، مضيفا بأنه على "إسرائيل أن تصر على أن تكون السلطة الفلسطينية هي التي تدير معبر رفح بين قطاع غزة ومصر، ولا يمكن السماح لحركة حماس بالإشراف على المعابر".

الأرض المحروقة

والسيناريو الأسوأ، هو أن يتمسك كل طرف بمطالبه ولا يقدم أية تنازلات، وتبدأ الحرب من جديد في تمام الثامنة من صباح الجمعة، سواء بقصف حماس للمدن الإسرائيلية أو طلعات جوية من قبل سلاح الجو الإسرائيلي أو توغل لقواتها البرية الموجودة على الحدود مع قطاع غزة.

من جانبها دعت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" الوفد الفلسطيني المفاوض ألا يمدد وقف إطلاق النار إلا بعد الموافقة المبدئية على مطالب الشعب الفلسطيني وعلى رأسها الميناء. وطالبت القسام الوفد بالانسحاب من المفاوضات الجارية حاليا بالقاهرة إذا لم يستجيب الاحتلال الإسرائيلي للمطالب الفلسطينية ، مؤكدة أنها لن تغادر ميدان المعركة دون إنهاء الحصار المفروض على غزة وإنشاء ميناء .

وتابعت القسام:" إننا جاهزون للانطلاق في المعركة من جديد، وإننا سنضع الاحتلال أمام خيارات كلها صعبة عليه، فإما أن ندخله في حرب استنزافٍ طويلةٍ نشل فيها الحياة في مدنه الكبرى، ونعطل فيها الحركة في مطار بن جوريون على مدار أشهر طويلة، ونكبده دمارا كبيرا في اقتصاده، أو أن نستدرجه إلى الحرب البرية الواسعة حيث سنجعلها نهاية جيشه المهزوم".



و قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس وعضو الوفد الفلسطيني عزت الرشق الي مباحثات التهدئة التي تجري برعاية مصرية ـ تعليقا علي خطاب كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس " إن رسالتكم وصلت، والمقاومة والوفد في خندق واحد ، وسنحقق مطالب شعبنا".