هل دروز السويداء على عتبة الحرب في سوريا؟
في وقت تتقدم فيه قوات المعارضة السورية بمنطقة درعا جنوب سوريا، يدور جدل حول وضع محافظة السويداء المجاورة، ذات الغالبية من الطائفة الدرزية، بعد بروز مخاوف من تسليم النظام السوري المدينة إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لتكون بمواجهة المعارضة السورية هناك.
بعد سيطرة قوات الجبهة الجنوبية المكونة من الجيش الأول المعارض وفصائل أخرى أمس الأول، على ثاني أكبر لواء عسكري تابع للحكومة السورية (اللواء 52 ميكا)، تتابع قوات المعارضة التقدم نحو مطار الثعلة العسكري القريب من محافظة السويداء التي يسيطر عليها النظام السوري، والتي يعيش فيها أكثر من 500 ألف مواطن معظمهم من الطائفة الدرزية.
شبكة سوريا مباشر المعارضة أكدت إعلان القيادة العامة للجيش الأول المعارض عن بدء معركة جديدة تحت اسم "سحق الطغاة" للسيطرة على مطار الثعلة العسكري وبلدة الدارة بريف السويداء، بعد أن سيطرت على قرية سكاكا وحاجز الكوم غرب المحافظة.
في سياق متصل، تناقلت وسائل إعلام مؤيدة لنظام الأسد دعوته أبناء محافظة السويداء من المطلوبين والفارين إلى الالتحاق بالفرقة 15 قوات خاصة، دفاعا عن محافظتهم.
هذه التوجيهات جاءت مع بيان للرئاسة الروحية للموحدين الدروز والذي تضمن، "تلبية لنداء الوطن وتوجيهات سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد.. على كل القادرين على حمل السلاح الالتحاق بالخدمة الإلزامية على أن تكون خدمتهم داخل المحافظة حصرا، وذلك بهدف الدفاع عنها ضد الإرهاب".
وظهرت في السويداء مؤخرا شخصيات دينية درزية معارضة لنظام الرئيس الأسد، حيث رفضت خلال مواقف عديدة عمليات التجنيد القسري لأبناء المحافظة، مشيرة إلى أنها تلقت تهديدات بالقتل مثل وحيد البلعوس، إضافة إلى التهديد بورقة تنظيم "داعش" للمحافظة.
وأظهرت تسجيلات فيديو مصالحات بين عشائر محافظة درعا التي تسيطر المعارضة على أجزاء واسعة منها وبين شخصيات درزية من السويداء.
في سياق متصل، عبر الرئيس الإسرائيلي عن قلقه، أمس الأربعاء، بشأن مصير الأقلية الدرزية في سوريا قائلا "نحو 500 ألف منهم مهددون من قبل متشددين إسلاميين في المنطقة القريبة من حدود إسرائيل".
ووجه دروز إسرائيل، الذين وصلوا إلى مناصب رفيعة في الجيش والحكومة الإسرائيليين، الدعوة إلى المساعدة بالنيابة عن أبناء طائفتهم في سوريا في الداخل والخارج.
وقال "ريئوفين ريفلين" عقب اجتماع مع الجنرال "مارتن ديمبسي" رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة "إن ما يجري في الوقت الحالي ترهيب وتهديد لوجود نصف مليون درزي في جبل الدروز القريب جدا من الحدود الإسرائيلية".