التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:19 م , بتوقيت القاهرة

بعد 18 عاما.. العمليات الإرهابية تعود إلى الأقصر

فجر أحد الإرهابيين نفسه داخل الساحة الأمامية لمعبد الكرنك، صباح الأربعاء، وأسفر الحادث عن إصابة 3 ومقتل شخصين، حيث حاول  إرهابيون استهداف حافلة سياحية بالقرب من معبد الكرنك بالأقصر، إلا أن الخدمات الأمنية تعاملت معهما، وتبادلوا إطلاق النار، ففجر أحدهم عبوة ناسفة كانت بحوزته.


الحادث الإرهابي يعيد للأذهان ذكرى مذبحة الأقصر عام 1997، التي تسببت في تأثير سلبي على السياحة في مصر، حيث إنه في الـ17 نوفمبر 1997، هاجم 6 رجال مسلحيين ومتنكريين في زي رجال أمن، معبد حتشبسوت بالدير البحري، وحاولوا الاستيلاء على حافلة، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وقيل بعدها إنه تم العثور عليهم مقتوليين في إحدى المغارات، وظهر التقرير الرسمي بـ"أنهم يئسوا من المقاومة، وقرروا الانتحار".


أعلن وقتها القيادي في الجماعة الإسلامية، رفاعي طه، مسؤوليته عن الحادث في بيان بثته وكالات الأنباء العالمية، ولكن هاجمه الناطق الإعلامي للجماعة، أسامة رشدي، وأصدر بيانا نفى فيه صلة الجماعة الإسلامية بالحادث، وأدانه ونفي علم طه أصلا بأي خلفيات تنظيمية حول الحادث.


 وقال رشدي، في البيان، "مذبحة الأقصر تدعوني أمانة الكلمة وشجاعة الرأي لأعلن عن عميق أسفي وحزني لما وقع في الأقصر وسقوط هذا العدد الضخم من الضحايا الأبرياء، ومهما كانت الدوافع والمبررات فإنه لا يوجد مبرر يدعو لهذا القتل العشوائي الذي يعد سابقة لا مثيل لها، ويتناقض تماما مع الأدبيات الشرعية والسياسية للجماعة الإسلامية التي كانت تستهدف صناعة السياحة وليس السياح الأجانب".


اعتذار الجناة للقيادة


 عثرت أجهزة الأمن على ورقة  في جيب أحد الجناة  كتب فيها،  "نعتذر لقيادتنا عن عدم تمكننا من تنفيذ المهمة الأولى"، قيل وقتها إن هناك أكثر من تكليف بالتفجير والهجوم على الأماكن السياحية، من قبل مصطفى حمزة مسؤول الجناح العسكري، حيث كان الهجوم على معبد حتشبسوت بديلا عن العملية الأصلية، وهي اختطاف بعض السياح من أوبرا عايدة بالأقصر، ومقايضتهم ببعض المعتقلين والسجناء، ولكن استحال تنفيذ العملية، نظرا للاستحكامات الأمنية المشددة، فبادره الإرهابيون لتنفيذ العملية البديلة في معبد حتشبسوت، دون أمر جديد من الجماعة، بسبب انقطاع الاتصال بينهم وقت تنفيذ الهجوم على أوبرا عايدة، ما دعا الجماعة إلى إصدار بيان لتنفي صلتها بهذا الهجوم. 


أعداد الضحايا بمذبحة الأقصر


بلغ عدد الضحايا 58 سائحا، كانوا "36 سويسريا و10 يابانيين، و6 بريطانيين و4 ألمان، وفرنسي وكولومبي، بالإضافة إلى قتل 4 من المواطنين، 3 منهم من رجال الشرطة، والرابع كان مرشدا سياحيا.


كان من  ضمن القتلى أيضا طفلة بريطانية تبلغ 5 سنوات، وأربع أزواج يابانيون في شهر العسل، إضافة إلى 12 سويسريا، 9 مصريين، يابانيان، ألمانيان، وفرنسي أصيبوا بجروح. 


ردة الفعل الدولية تجاه المذبحة


أثرت المذبحة على العلاقات السياسية بين مصر وسويسرا، كان ذلك  بسبب رفض مصر مطالب سويسرا بالحصول على تعويضات عما حدث.


رد فعل الرئيس مبارك على الحادث


أقال الرئيس السابق حسني مبارك، وزير الداخلية حسن الألفى، بعد  تلك المذبحة، وعين اللواء حبيب العادلي بدلا منه، وطالب مبارك وقتها وزير الخارجية البريطاني جاك سترو، بضرورة اتخاذ أي إجراء ضد قيادات الجماعة الإسلامية التي لجأت إلى بريطانيا بعد تلك المذبحة. 


موقف الجماعة الإسلامية عقب المذبحة


بعد تلك المذبحة أعلنت الجماعة الإسلامية مبادرة وقف العنف، ثم تلاها المراجعات الفقهية للجماعة، نتيجة لذلك خرج نحو 16 ألف عضو من المعتقلات والسجون.