عام على السقوط.. كيف تعيش الموصل تحت حكم "الخليفة"؟
عام مر على سقوط مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، في قبضة تنظيم "داعش"، ذلك الحدث الذي شكل نقطة تحول فارقة في تاريخ العراق، الذي لا زال عاجزا عن استعادة المدينة، في وقت بات التنظيم مسيطرا على معظم مناحي الحياة فيها.
تحت الاحتلال
ففي مثل هذا اليوم، 10 يونيو 2014، غطت الأعلام السوداء المميزة للتنظيم مدينة الموصل، مركز محافظة نينوي، شمال العراق، معلنة بذلك خروجها عن قبضة الدولة، بعد انسحاب قوات الجيش من مواقعه في المدينة، التي باتت فيما بعد عاصمة لما تسمى "دولة الخلافة"، بزعامة أبوبكر البغدادي.
سقوط الموصل، كان فاتحة تقدم لمسلحي التنظيم في مناطق شمال العراق، فقد شكل العتاد الحربي الذي غنمه "داعش" من المدينة، نقلة نوعية للتنظيم في التسليح والمركبات التي استطاع الحصول عليها، وهي أسلحة أمريكية في الغالب، تم تجهيزها من قبل الأمريكيين إلى الجيش العراقي، الذي تركها عند انسحابه من الموصل.
آلاف النازحين
ومنذ ذلك الوقت، نزح ما يقرب من 500 ألف شخص من الموصل وضواحيها، أي نصف سكان المدينة، وفقا لتحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أما من اختار منهم البقاء تحت "الاحتلال الداعشي"، فقد قبل العيش بقواعد وقوانين التنظيم.
قوانين غريبة
تنظيم داعش فرض قوانين عدة، بدا معظمها غريبا على سكان الموصل، ولعل أبرزها إجبار النساء على ارتداء "الجلباب الفضفاض"، ومنعهن من التعليم، والرجال على إطالة اللحى، وعدم السماح بالتدخين، إلى جانب إغلاق المقاهي، ومنع المجالس والتجمعات وحمل السلاح، كذلك منع زيارة المقابر والمزارات.
يروي السكان في المدينة أنهم يعيشون في خوف من التعرض للعقاب، وفقا لتفسير الجماعة المتطرف للشريعة الإسلامية، كما تحدثوا عن استعدادات يقوم بها تنظيم "داعش" في المدينة تحسبا لهجوم القوات العراقية، بحسب شبكة "السومرية نيوز" العراقية.
اتصال منقطع
كذلك، فإن التواصل بين سكان المدينة والعالم الخارجي أمسى في غاية الصعوبة، بعد قطع شبكات الاتصال والانترنت.
انتهاكات واسعة
الانتهاكات التي ارتكبها التنظيم ضد الأهالي، لم يسلم منه البشر وحتى الحجر، ففيما قتل بعض سكان المدينة على خلفية حجج واهية، وسبيت نساؤهم، تم تفجير مراقد ومقامات الأنبياء والأئمة والآثار التي تشتهر بها المدينة الحدباء.
ومن بين المواقع الدينية، التي دمرها مسلحو "داعش"، قبر ومسجد النبي يونس، وضريح النبي دانيال، وضريح ومرقد يحيى أبو القاسم، وضريح النبي شيث، ومزار قبر الشيخ إبراهيم، وضريح ومرقد الإمام حسن.
عقوبات صارمة
وبحسب تحقيق "بي بي سي"، فإن أخف عقوبة لدى "داعش" هي الجلد، التي يتم تطبيقها بحق من يقومون بأفعال مثل التدخين، وعقوبة السارق هي بتر اليد، أما الزاني الرجل فيلقى من فوق سطح مرتفع، فيما يتم رجم النساء.
ويتم تنفيذ العقوبات علنا بهدف ردع السكان الذين يتم إجبارهم على الحضور والمشاهدة.
حل واحد
وفي وقت يعاني السكان من أحوال مالية سيئة، يقول أحدهم لـ"بي بي سي": أخذ التنظيم ربع رواتب السكان كمساهمة في إعادة بناء المدينة، ومن يرفض الدفع تطبق عليه عقوبات قاسية، إلى أن أصبح الالتحاق بتظيم داعش السبيل الوحيد للمعدمين لتجنب شبح الحاجة".