مقطوع الرأس والعضو الذكري في كفر حمزة.. من قتل "أحمد"؟
علموا أنه "أحمد م." بن عمهم في نحو الثامنة من مساء السبت. خرج من البيت في الحادية عشرة قبل منتصف الليل والتقى والده في طرقة المنزل، ولم يعد إلى أن وجده الناس جثة دون رأس على شاطيء ترعة الإسماعيلية المقابل لكفر حمزة بمركز الخانكة في محافظة القليوبية.
قتلوا "أحمد" وفصلوا رأسه عن جسده، قطعوا عضوه الذكري. لم يجد عمه "عبد الحكيم" على جثمانه، وقت الغسل، أي آثار للضرب، لا كدمات ولا خدوش. لم يعثروا على رأسه ودفن دونها، في واقعة غريبة تشهدها قرية كفر حمزة لأول مرة.
تثير الحادثة دهشة أهالي القرية وفجيعة أهله، لكنهم لا يعرفون سببا لقتله بهذه الطريقة. يرى بن عمه "فايز" أن قتل "أحمد" والتمثيل بجثته يشير إلى أن القاتل، أو القتلة كانوا ينتقمون من الضحية ولا يقتلونه فقط.
لكفر حمزة طابع قروي لم يتأثر بتمددها على الأراضي الزراعية مستفيدة من وقوعها على طريق القاهرة- الإسماعيلية الزراعي، وقربها من الطريق الدائري، يقول أهل القتيل.
يوضح بن عم القتيل "الناس هنا بتقف مع بعضيها لو فرح تلاقي الناس كلها واقفة لو ميتم برضه نفس الأمر، البلد كلها راجل واحد.. مش عارفين مين عمل كده، ده يا إما مجنون يا إما مش في وعيه".
لا يشك أهل القتيل في أحد بعينه، كما أنهم لم يحرروا محضرا بالحادث. كان المحضر المحرر بالواقعة إثباتا للحالة الجنائية بعد عثور القرويين على الجثة، انتقلت الشرطة إلى مسرح الحادث، وأثبتت الواقعة، وحددت هوية القتيل، لكن لغز القضية استعصى على الحل.
"أحمد" رجل في السابعة والثلاثين، ومتزوج وله من الأطفال إثنين، ووقت وقوع الجريمة كان يعمل جزارا بالأجر، ليس له محل وكانت هذه الحرفة طريقته لتدبير حاله بعد أن ترك العمل كـ"فني خزّاف" في إحدى شركات صناعة السيراميك والأدوات الصحية الكبرى.
تعطي طريقة ارتكاب الجريمة انطباعات مرتبكة. في مطلع الأسبوع الجاري حاول أعضاء عائلة غاضبون في المحلة الكبرى بالغربية قطع العضو الذكري لرجل اتهموه بممارسة الجنس مع زوجة كبير عائلتهم. لكن في حالة "أحمد" يبدو أن القاتل قطع الرأس أولا.
يقول بن عم القتيل "أحمد متجوز من واحدة ولا زبيدة ثروت وعنده عيلين، يبقى ازاي يكون ليه في الكلام ده، احنا معندناش حاجة نقولها، بس اللي عمل كده هيروح فين، ربنا كبير".
كانت فترة العام والنصف الأخيرة صعبة على "أحمد" كان قد ترك العمل في الشركة الشهيرة، بما توفره له من مرتب ثابت، ومواعيد عمل واضحة، وتأمين صحي له وأسرته، وخلافه.
عمل "أحمد" جزارا، احترف المهنة ونقلها لأخيه. يقول عمه "عبدالحكيم" إن "الموضوع بدأ بإننا عايشين في بيت عيلة، كل واحد في دور وأخواته كمان، لما كنا بندور على جزار يوم الضحية (عيد الأضحى) يدبح لينا كلنا يوم العيد مكناش بنلاقي، فصمم انه يتعلم الجزارة".
قصد "أحمد" جزار في القرية، وتعلم لديه، وصار يرسله إلى زبائنه ممن لا يستطيع الجزار الذبح لهم في أيام العيد، كما كان يذبح لجيرانه في مناسبات العقيقة، والختمة، والأفراح وغيرها.
في كفر حمزة يثير ذكر الحادث خوف مكتوم. كانت بائعة سندوتشات البطاطس والطعمية على أول البلد تناول زبونها طعامه حين سألتها عن الحادث، فأجابت بابتسامة تداري الكثير من التوتر "ليه؟ انت معاك الراس"