فاينانشيال تايمز: شباب الإخوان يخسرون كل شيء بلجوئهم للعنف
قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم، الأربعاء، إن شباب جماعة الإخوان في مصر يسعون للصدام مع الدولة، ويرفضون الدعوات للالتزام بعدم الانسياق إلى العنف، التي طرحتها قياداتهم الأكبر سنا.
وأضافت الصحيفة أن الخلافات داخل الجماعة، جرى الكشف عنها عبر مقالات الرأي والبيانات والمناقشات الساخنة على مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع المرتبطة بالجماعة التي حظرتها قبل الحكومة المصرية.
وأوضحت أن النشطاء الإسلاميين الشباب رفعوا شعار "أي شئ إلا الرصاص"، ما يعني أن أي شكل من أشكال التخريب أمر مقبول سوى إطلاق النار، كما أعلن المتحدث باسم الجماعة، الذي يطلق على نفسه محمد منتصر، مؤخرا أن الجماعة قررت اتباع ما وصفه بـ"المسار الثوري" بجميع آلياته، وقال إن الجماعة أيدت دعوة موقعة من عشرات رجال الدين في العالم، الذين وصفوا النظام المصري بـ"القاتل"، و"يجب كسره بجميع الوسائل المشروعة".
وفي المقابل، يرفض قادة الجماعة الأكبر سنا، أي تحرك نحو المواجهة العنيفة، ونقلت الصحيفة عن عمرو دراج، الوزير السابق في حكومة الرئيس الأسبق محمد مرسي، المقيم حاليا في تركيا "نحن لا نقبل أن تتحول الثورة إلى صراع عنيف أو مسلح".
ونقلت الصحيفة عن خبراء أن الانشقاق يهدد التماسك الداخلي للجماعة، الذي يمثل أحد أهم الأسباب في استمرارها منذ 90 عاما في مصر، مشيرين إلى أن أي تصعيد في العنف من قبل أعضاء جماعة الإخوان قد يحسن من موقف السلطات المصرية أمام الرأي العام في الداخل والخارج، وقد يؤدي أيضا إلى مستوى أعلى من أعمال العنف في البلاد، التي بدأت في التعافي بعد أربعة سنوات من الاضطرابات الثورية.
وقال المحللون إن الجيل الجديد لجماعة الإخوان، الذي انتُخب في مناصب قيادية العام الماضي، يتهمون القيادات القديمة بسوء إدارة الفترة التي تولوا فيها حكم البلاد، والفترة التالية لعزل مرسي، وأنهم يشعرون بالغضب من ممارسات القمع ضد زملائهم وأصدقائهم والقيادات الأكبر سنا.
كما نقلت الصحيفة عن وزير الاستثمار في حكومة الإخوان، يحيى حامد، المقيم أيضا في تركيا قوله "أشعر بالقلق من استقطاب شبابنا، ولا أعني شباب جماعة الإخوان فقط، ولكن الثورة بأكملها"، وقال خليل العناني، المحاضر في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، "إن شباب جماعة الإخوان سيخسرون على جميع المستويات إذا لجأوا إلى العنف".