لعبت مصر دورا كبير في تعزيز مفهوم الوحدة داخل الدولة اللبنانية، منذ استقلالها في أربعينات القرن الماضي؛ حيث ظلت داعما للجمهورية اللبنانية في فترات عصبية في تاريخها، كان أبرزها في عهد الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، الذي شهدت العلاقات العربية في عهده ازدهارها كبيرا.

شهدت فترة إعلان تأسيس الجمهورية العربية المتحدة في فترة الوحدة بين مصر وسوريا تقاربا واضحا بين مصر ولبنان، حيث كانت الأخيرة من أكثر الدول المؤيدة لقرار الوحدة، وعقب الانفصال خرجت مظاهرات في شوارع لبنان ترفض القرار، كما فتحت لبنان أراضيها للمصريين الذين طردوا من الأراضي السورية، حيث نالت الخطوة إشادة كبيرة من الرئيس جمال عبد الناصر، وفقا لماذكره موقع "صلة".

تصاعدت وتيرة العلاقات بين البلدين إلى أن حدثت القطعية العربية بين مصر وأشقائها عقب توقيع اتفاق كامب ديفيد عام 1976، حيث عانت مصر عزلة عربية دامت لسنوات طوية، إلى أن بدأت تعود مرة أخرى للمشهد عقب القمة العربية في عمان 1987.

بيروت لم تكن بمعزل عن حالة الغضب العربي ضد القاهرة، فقد شهدت العلاقاة بين البلدين قطيعة لم تنته إلا عام 1989، عبر تمثيل دبلوماسي رفيع المستوى بين البلدين.

مصر ظلت داعمة لشقيتها لبنان في مواقف عديدة، خاصة في الألفية الجديدة التي شهدت جلاء القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني، في زيارة الرئيس المصري حسني مبارك عقب العدوان الإسرائيلي على لبنان في 2006، كانت هي الأولى لرئيس مصري منذ الاستقلال، وحملت دعما واضحا للحق اللبناني في الدفاع عن أراضيه، وفقا لماذكره موقع هيئة "الاستعلامات المصرية".

وساهمت مصر في دفع عجلة الحوار الوطني بين الفرقاء اللبنانين في أكثر من موقف، باستضافة زعماء المعارضة اللبنانية في القاهرة، لتقريب وجهات النظر فيما بينهمـ في ظل تصاعد أزمة الاستحقاق الرئاسي في السنوات الأخيرة.

قمة الرئيسين ميشال سليمان ومبارك في نوفمبر 2008 شكلت دفعة قوية للعلاقات بين البلدين، خاصة ان مصر شددت على دعمها للجيش اللبناني باعتباره صمام الأمان للدولة اللبنانية التي تتكون من قرابة الـ17 طائفة، حصرت مصر على التوازن الشديد في التعامل معها، وهذا ما أكد عليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء لقائه رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام مؤخرا.

ولم يتوقف الدعم المصري للبنان في الإطار السياسي فقط بل شمل أبوابا أخرى لدعم فمصر قامت بالمساهمة في إعادة إعمار لبنان عبر شبكة الربط الكهربائي، التي امتدت في مختلف محافظات لبنان، وفقا لماذكرته جريدة "النهار" اللبنانية.