في أسواق عبيد داعش.. سعر "الفتاة" أقل من علبة سجائر
تختلف أساليب العنف التي يمارسها مقاتلو تنظيم داعش في سويا والعراق، بين القتل الجماعي وتطبيق حدود قاسية وقتل كل من يخالفهم في الفكر والأيدولوجية، لكن تتصدر طرق تعاملهم مع المرأة قائمة سلوكياتهم الوحشية الممتدة؛ فمن اغتصاب وانتهاكات جنسية متعددة، حتى بيع النساء أسواق الرقيق مثل الحيوانات بأبخس الأسعار، وتبادلهن فيما بينهم دون احترام لادميتهن؛ حيث يروهن خلقن من أجل امتعاهم.
أكدت المبعوثة باسم الأمم المتحدة إلى سوريا المختصة بالعنف الجنسي زينب بانجورا أن الفتيات المراهقات اللاتي يقعن في يد "داعش" يبعن في سوق الرقيق بأقل من سعر "علبة السجائر"، مشيرة إلى أن هذه الحرب تشتعل على أجساد النساء.
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية فإن بانجورا التقت العديد من النساء والفتيات اللاتي هربن من أسر التنظيم، كما التقطت بقادة دينيين وسياسيين وزارت معسكرات اللاجئين في تركيا والأردن، مشيرة إلى ان الجهاديين يستمرون في إدارة أسواق للرقيق للفتيات المختطفات.
توضح بانجورا "يختطفون النساء حينما يهجمون على المناطق التي يوجدن فيها، لا أريد أن اسميها إمدادات جديدة، لكن التنظيم يحصل على فتيات جديدة".
رحلة الفتيات المختطفات في يد مقاتلي داعش إلى سوق الرقيق
يجمع التنظيم حوالي 100 فتاة في منزل صغير، يتم تجريدهن من ملابسهن، ثم غسلهن وإجبارهن على الخضوع لكشوف عذرية، بعد ذلك يجبرن على الوقوف أمام مجموعة من الرجال عاريات ليقررن من الفتيات التي تستحق البيع ومن ستقدم إلى قادة التنظيم، توضح بانجورا أن العذارى الجميلات يتم إرسالهن إلى أسواق العبيد في مدينة الرقة السورية، التي تضم أغلب القادة، حيث يتم بيعهن كسلع جنسية.
تضيف "الجميلات تعرضن أولا على قادة التنظيم، ثم الأمراء، وأخيرا على الجنود، حيث يحصل كل شخص في العادة على ما بين 3 أو 4 فتيات، يحتفظ بهن لشهر قبل أن يقوم ببيعهن من جديد".
تحكي بانجورا قصة فتاة (15 عاما) بيعت لأحد قادة داعش (50 عاما)، وحينما اختلى بها أظهر لها مسدسه وعصا وسألها "أخبريني ماذا تريدي؟"، ردت عليه قائلة "السلاح"، فأجابها "أنا لم أشتريكي، لذا بإمكانك أن تقتلي نفسك". قبل أن يقوم باغتصابها.
وسيلة لتجنيد المقاتلين
أصبح اختطاف الفتيات جزءا أساسيا في استراتيجية "داعش" من أجل تجنيد مقاتلين أجانب، والذين يرحلون إلى العراق وسوريا مؤخرا بأرقام قياسية.
تقول بانجورا "هذه هي الطريقة لجذب الشباب، فهناك سيدة في انتظاره، وعذارى يمكن أن يتزوج منهن".
أكدت بانجورا، نهاية مايو الماضي، أن تنظيم داعش أحرق فتاة رفضت ممارسة أوضاع جنسية قاسية مع أحد مقاتليه، مشيرة إلى أنه تم بيع أحد الفتيات 22 مرة من قبل قائد كتب اسمه على يدها ليعرف الناس أنها كانت من ممتلكاته.
كوني زوجتي وإلا ستصبحين عبدة لي
ذكرت صحيفة التليجراف أن مقاتلي التنظيم لا يتورعون عن تحويل السيدات إلى عبيدات لهم إذا رفضن الزواج منهن، مستندة إلى قصة شكرانا خليل علاوي، التي قالت إن قولها "لا" لأحد أمراء التنظيم طلب الزواج منها كأن اسوأ وأخطر شيء قامت به منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا.
وتشير الصحيفة أنه خلال الأربعة أعوام التالية لوفاة زوجها، قررت شكرانا خليل (37 عاما) أن تحيا وحدها مع أبنها البالغ من العمر 7 أعوام في دير الزور، لكن بعد دخول التنظيم المدينة تلقت طلبا من احد أمرائه، عرفت أنها ليس أمامها سوى الهرب، توضح شكرانا خليل "طلب يدي للزواج، لكن حينما رفضت أنذرنت "تزوجيني وإلا تصبحين عبدتي".
السبي في عقيدة داعش
في مقال بالعدد الأخير من مجلة دابق التابعة للتنظيم، قدر ثمن السيدة الأولى لأمريكا ميشل أوباما أن ثمنها لا يزيد عن 40 دولارا في سوق الرقيق التابع للتنظيم، مدافعين عن سياسة السبي التي يقوم بها المقاتلين.
توضح سيدة تسمى أم سميه في مقال بالمجلة "السبي سنة عظيمة موروثة عن النبي، وتحتوي على حكمة إلهية وفوائد دينية".
مصير الأسيرات اللائي يصبحن حوامل
يحل داعش اغتصاب الفتيات، ويطلق سراح اللاتي أصبحن "حوامل"، ليتم تزويجهن بأزواج جهاديين بعد إجبراهن على التحول للإسلام، تقول أم سميه في مقالها "بعض الفتيات العبيدات في دولتنا أصبحن حوامل، وبعضهن تم إطلاق سراحهن لوجه الله، وتم تزويجهن في محاكم داعش بعد أن أصبحن مسلمات ويمارسن شعار الدين".