صور| أبرز نبوءات فرج فودة التي تحققت
يقول المفكر والطبيب الدكتور خالد منتصر إن المثقف الحقيقي هو "مثقف زرقاء اليمامة"، أي الذي يستطيع أن يستشرف المستقبل برؤيته الثاقبة، كما استشرفت "زرقاء اليمامة" خطر العدو من على بعد مسيرة ثلاثة أيام، وظلت تحذر منه رغم اتهامها بالجنون، أما الذي يُفاجأ بالأحداث مثل غيره فلا يستحق حتى لقب مثقف.
ربما كان عقل المفكر الراحل الدكتور فرج فودة، الذي اغتيل في مثل هذا اليوم 8 يونيو عام 1992 على يد الجماعات الإسلامية، يمتلك نفس قدرة عيون "زرقاء اليمامة" على توقع العديد من الأحداث التي مازلنا نعيشها حتى اليوم، والتي يلقي عليها "دوت مصر" الضوء، من خلال عدد من كتاباته التي تعود أحدثها إلى أكثر من 24 عاما.
شركات توظيف الأموال
دأب فرج فودة في العديد من مقالاته وكتبه مثل كتابي "الملعوب" و"قبل السقوط" اللذين صدرا عام 1985، على التحذير من انتشار ظاهرة شركات توظيف الأموال، وما سمى وقتها بتجربة البنوك الإسلامية، محذرا المستثمرين فيها من ضياع أموالهم.
من كتاب الملعوب لفرج فودة - صـ80?
كما حذر الدولة مما قد يسببه ذلك من ضرر على الاقتصاد المصري، كما توقع انتهاء هذه الظاهرة سريعا بدخول أصحابها السجون، ولم تمضِ عدة سنوات حتى رأي فرج نبوءته وهي تتحقق.
من كتاب الملعوب لفرج فودة - صـ69
سقوط صدام وانقسام العراق
اهتم فرج فودة بكتابة العديد من المقالات عن حرب الخليح التي اندلعت عام 1990، محذرا من خطورة استخدام الدين في هذه الحرب، وأكد خلال كتاباته أن نظام صدام حسين وضع أول مسمار في نعش نظامه وقد كتب نهايته بيده، كما توقع انقسام العراق لعدة دول بعد سقوط صدام وتصفية الجيش العراقي تماما، وهو ما حدث بعد حوالي 11 عاما.
جزء من مقال لفرج فودة حول مصير العراق بعد سقوط صدام حسين - نشر بجريدة "مايو" بتاريخ 3 -9 - 1990
أجزاء من مقال لفرج فودة جريدة نشر بجريدة "الأحرار" بتاريخ 11 - 3 - 1991
أجزاء من مقال لفرج فودة جريدة نشر بجريدة "مايو" بتاريخ 10 - 9 - 1991
انقسام السودان
كان فرج فودة مؤمنا بأن إعلاء أي انتماء على حساب الانتماء الوطني يؤدي إلى تمزيق أي وطن، فتنبأ بانقسام السودان على أساس طائفي، عقب إعلان جعفر النميري تطبيق الشريعة، وحذر منه أولا في كتاب "قبل السقوط" الذي صدر عام 1985، ثم في عدة مقالات بعد ذلك، وهو ما حدث بالفعل بعدها بحوالي 20 عاما، عندما انفصل جنوب السودان في الاستفتاء الذي أجري في 2011.
من كتاب "قبل السقوط" لفرج فودة - صـ70
حتى لا يكون كلاما في الهوا 107 - من مقال "هذا بلاغ للناس"
صعود "النهضة" في تونس بقيادة الغنوشي
حذر فودة من غياب المعارضة المدنية في الدول العربية، مشيرا إلى أن ذلك الوضع يحول حركات الإسلام السياسي إلى "صوت المعارضة الوحيد"، وكتب عددا من المقالات بعد عدة رحلات لتونس، أكد خلالها على تصاعد شعبية التيارات الدينية في ظل غياب تام للمعارضة المدنية.
كما وصف زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي بأنه مثل "الخوميني"، الذي يحلم بالعودة لبلاده على كرسي الحكم، وهو ما حدث بالفعل بعد الثورة التونسية التي اندلعت في دسيمبر 2010، حيث فاز حزب النهضة بأغلبية أصوات الناخبين التونسيين في أول انتخابات أجريت بعد الثورة التونسية.
الدعم الأمريكي للإخوان حال صعودهم للسلطة
في إطار تصوره لاحتمالية وقوع مصر تحت حكم الإخوان، قال فودة إن ذلك سوف يكون برضاء الولايات المتحدة الأمريكية التي سترى في صعودهم إستقرارا للمنطقة، لسحب البساط من تحت التنظيمات الأكثر تطرفا وقدرتها على كبح جماحهم.
وهو ما تحقق أثناء فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، الذي لعب دورا كبيرا في اتفاقية الهدنة مع حركة "حماس" عام 2012، كما لم تبدِ الولايات المتحدة أي اعتراضات على ممارسات الرئيس الأسبق، خاصة عندما أصدر مرسي إعلانه الدستوري الشهير في نوفمبر 2012.
من كتاب "قبل السقوط" لفرج فودة - صـ151 و152 و153
سقوط الإخوان
قال فودة خلال العديد من كتاباته إن طبيعة الشعب المصري لا تقبل بالحكم الديني، ولكنه أكد أنه إن حدث فلن يستمر طويلا، وأشار إلى أنه في حالة اعتلاء الإخوان للسلطة فسوف تكون تلك هي بداية النهاية لهم، وتوقع أن يعيشوا مطاردين بعد فقدانهم السلطة.
من كتاب النذير لفرج فودة - صـ71?
اغتياله
تحدث فرج فودة أكثر من مرة في أحاديثه العامة والخاصة عن توقعه بأن نهايته سوف تكون على يد جماعات الإسلام السياسي، وأشار أنه لا يخشى الاغتيال بقدر ما يخشى أن يرى اليوم الذي تصل فيه تلك الجماعات للحكم، وقال إن اغتياله سوف يثبت وجهة نظره أمام الجميع، وهي أن تلك الجماعات غير قادرة على مواجهة قلمه سوى بالرصاص.
من كتاب الإرهاب فرج فودة صـ13 و14?
كما بدى يقينه باغتياله واضحا في إهدائه كتاب "نكون أو لا نكون" الذي صدر عام 1989.
فيديو لفرج فودة في ندوة أقيمت عام 1989: منذ أول يوم خطيت فيه خطوة بقلمي وأنا أعلم أنها بداية النهاية