التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:44 ص , بتوقيت القاهرة

برهامي: الحسين بن علي "مجتهد مخطئ"

أفتى نائب رئيس الدعوة السلفية، الدكتور ياسر برهامي، بأن الإمام الحسين بن علي رضى الله عنه في خروجه ضد يزيد بن معاوية ظنَّ أن المصلحة في خروجه أرجح مِن المفسدة، موضحا أن الصحابة نهوه عن الخروج وحذروه "ولم يخرجوا معه"، مضيفا "تبيَّن صحة وجهة نظرهم، وأن الصواب كان معهم في ذلك، وأنه مجتهد مخطئ".


وأوضح برهامي، في فتواه التي نشرها موقع أنا السلفي، ردا على سؤال "هل الإخوان يسيرون على نهج الحسين"، أن الحسين لم يدعُ العامة إلى مصادمة جنود يزيد وهم محيطون بهم، ولم يقم أنصاره بتفجير المصالح العامة "أو هدمها في زمنهم"، أو تعطيل الطرق والسعي إلى أن لا يجد الناس كفايتهم؛ لينهار الاقتصاد، مضيفا أن أتباع الحسين لم يكونوا يبحثون عن جنود يزيد في أي مكان ويقتلونهم، أو يحرقون الأموال العامة والخاصة، للإشارة إلى أفعال جماعة الإخوان واستدلالها بثورة الحسين.


وبخصوص ثورة عبدالله بن الزبير، أوضح برهامي أنه علِم أنه مقتول؛ فآثر أن يُقتل كريمًا على أن يقتل حبيسًا أسيرًا، وكذا فعل الحسين- رضي الله عنه-، ولم يكن معروضًا على أحدهما ما عُرض عليكم، لكنه أوضح أنه لم يشارك في هدم الدولة الإسلامية، لأن المقصود بهدمها الدخول في الفوضى والاقتتال الداخلي.


وأوضح برهامي أن هدم الدولة الآن ينتهي بالقضاء على الإسلاميين أولا مع "خسائر هائلة" للمجتمع كله في "الأرواح، والأعراض، والأموال" وهدم الدعوة قبْل الدولة، وبالقطع لم يكن هذا حال "ابن الزبير" وبني أمية، فالتنافس الذي كان بينهم لا تنهدم معه الدولة ولا الدعوة، ومع ذلك كان ابن عمر ينهى ابن الزبير -رضي الله عنهم- وهو "الحاكم الشرعي" عن القتال، وينهى العامة عن القتال والمشاركة فيه.


وأضاف برهامي أن أنصار ابن الزبير لم يستمروا في معارك خاسرة تضر ولا تنفع لكنهم أسلموا الأمر لـ"عبد الملك بن مروان" رغم أن "الحجاج" أميره قد قتل الآلاف، موضحا أنه لم يقل لهم أحد في زمانهم -ولا في التاريخ-: خونة، ولا عملاء، ولا منافقين، ولا أنهم أعوان للظلمة أو ممن ركن إليهم، بل أكثر العلماء يَرون القتال "قتال فتنة"، وسموها: "فتنة ابن الزبير" مع كونهم يرونه أمير المؤمنين؛ لصحة بيعته قبْل بيعة "مروان" وقبل بيعة "عبد الملك بن مروان".


وتعليقا على استدلال الإخوان بمواقف ابن الزبير والحسين بن علي قال برهامى "والله لم أرَ أعجب مِن احتجاجات بأدلة تدل على عكس المقصود مثل ما ذكرتَ من شبهاتهم".