فوائد اتباع العرب للمشيخة الروسية!
يواجه العرب مشكلات ضخمة في الوقت الراهن قد تاكل الأخضر واليابس، وتتحول ناطحات السحاب مرة أخرى إلى خيام، والمشكلة تتعلق بشكل أساسي بالإرهاب الذي يهدد الخليج العربي بلا توقف، وهو الأمر الذي أجمع عليه رؤساء وملوك الخليج العربي، والأمر الذي رأيناه يتمثل في القوة العربية المشتركة،والتي تبعها اجتماع واشنطن الذي بحث بشكل أساسي تطوير نظام دفاعي عربي يتمثل في القبة الحديدية.
العواصم العربية لا تحتاج وقتًا طويلًا لتسقط؛ فصاروخ واحد ببرج خليفة كفيل بأن يحول المدينة إلى خرابة يهجرها أهلها، وهو الأمر الذي دفع الخليج إلى الاستثمار بدون حدود في الأسلحة الدفاعية لمواجهة خطر محتمل، قد يأتي من إيران أو العراق أو سوريا أو حتى اليمن.
لست بصدد شرح المخاطر التي سوف يتعرض لها الخليج العربي بسبب الإرهاب الأسود الذي ضرب المنطقة، لكن ومن منطلق غير بريء، يحتاج العرب إلى تغيير جذري في شكل التوازنات السياسية التي يتبعونها، فهل أوصلت السياسة الأمريكية العرب إلى المشهد الحالي، وهل اتباع روسيا قد يُغير شكل المشهد على الأرض في المنطقة العربية.
بشكل مباشر هناك فوائد كثيرة سوف تعم على العرب حال اتباعهم موسكو، أولها سوف تتوقف إيران عن التهديد باستخدام القوة، وثانيا سوف يتوقف المد الشيعي بشكل مباشر على خارطة المنطقة العربية، وسوف يتوقف الإرهاب القادم من سوريا، وخصوصا التابع لإيران، كما أن العرب سوف يوفرون الكثير من الأموال التي ينفقونها حاليًا على الحماية، ومحاولة اتقاء شر المستقبل.
ليس سرا أن هذا سوف يُغضب الولايات المتحدة الأمريكية التي تُسيطر بشكل شبه كامل على التجارة والاستثمارات في منطقة الخليج العربية، حيث إن المملكة العربية السعودية تُعد بمثابة شركة من شركات الولايات المتحدة، والدليل على ذلك هو أن عائلة آل بوش، التي خرج منها رئيسان للولايات المتحدة الأمريكية، تتمتع بعلاقات شراكة غاية في الخطورة، حيث إنهم يسيطرون على صناعة النفط في ولاية تكساس الأمريكية بشراكة سعودية.
العلاقات الدولية الحالية في منطقة الخليج العربي أشبه بلعبة الشطرنج، والذكاء هو أن تصل للملك بأقل خسائر ممكنة، وفكرة أن العرب يضعون البيض كله في سلة واحدة أمر غاية في الخطورة، حيث إن ضربة واحدة للسلة سينهار معها كل البيض، وهو ما يحدث الآن مع العرب الذين يتبعون السياسات الأمريكية بشكل أشبه بالأعمى.
يسعى العرب لبعض التوازن في السياسة الخارجية لهم واتباع الدولة الروسية، التي بات من اليقين أنها لاعب أساسي في السياسة الدولية بشكل عام، وخصم رئيسي للولايات المتحدة بشكل خاص.
هناك مشكلة رئيسية من انتقال البوصلة العربية نحو روسيا، وهو أن معظم ودائع الدول العربية المالية تمر عبر نيويورك الأمريكية عاصمة الاقتصاد في العالم، كما أن بورصة نيويورك متحكم رئيسي في أسعار البترول عالميا وفي الخليج العربي خصوصا، وهو ما قد يؤثر بشكل مباشر على صناعة المال العربية، إنه أمر جائز وقد يوفر على العرب محاولات اندثار والعودة بعتم إلى عصر الخيم، ففي بعض الأحيان التحالف مع الشيطان قد ينجي.
المؤكد في الأمر أن الدب الروسي سوف يكون سعيدا بمساعدة العرب مرحليا في وجه مخاطر الإرهاب، ليثبت جدارته بأن يحل محل الولايات المتحدة الأمريكية، ألن يساهم الروس في بقاء النظام الروسي على الرغم من انهيار الدولة الروسية.