فيديو| مبيدات فاسدة وتقلبات جوية والنتيجة: محصول المانجو صفر
يمشي دهشان في مزرعته ذات الخمسة أفدنة، ينظر يميناً ويساراً، تقع عيناه على شجرة مثمرة يظهر منها بعض حبات المانجو، يُمسكها بيديه وينظر إلى السماء ويتمتم ببعض الأدعية.
موسم خاو من الثمار "الموسم المقبل للمانجو" والذي من المفترض أن يبدأ خلال شهر على الأكثر، إلا أن التقلبات الجوية الأخيرة فرضت سطوتها على الأشجار وسرقتها الثمر.
يقول دهشان، أحد المزراعين بمنطة المنايف بالإسماعيلية، لـ "دوت مصر"، إن الأدوية الفاسدة والتقلبات الجوية أدت إلى ضياع موسم المانجو وعدم وجود أي ثمر.
وأضاف دهشان "نكلف الفدان تكاليف باهضة من عمالة إلى مبيدات، لكن درجة الحرارة التي وصلت 46 أجهزت على ثمار المانجو".
يمتلك دهشان 5 أفدنة من المانجو يعمل على زراعتها وراعايتها طوال العام، وينتظر محصول الصيف ليعيش عليه بقية العام.
يُكمل "الأزمة الرئيسية هي الأدوية، لكن اختفى دور المرشد الزراعي، واختفى دور مديرية الزراعة، كنا نخدم الأرض ونجد محصولا لكن الآن ليس هناك أي محصول ولا ندعو إلا الله".
وقال ياسر دهشان إن العوامل الجوية أكبر ضرر يؤثر على محصول المانجو، وأن الأزمة بدأت في موجة الصقيع التي تعرضت لها الإسماعيلية في عام 2008.
يُشير ياسر إلى الأشجار"كانت فيه مانجة ودلوقتي المانجة كلها على الأرض، والدولة لا تدعم الفلاح ولا تدعم المزراعين، وأصبحت المشاكل مع كل الأطراف والزراعة تحتضر".
تعتبر الإسماعيلية أولى المحافظات زراعة للمانجو والمصدر الرئيسي لها على مستوى الجمهورية، فبها أكثر من 140 ألف فدان مزروعة بأنواع مختلفة من المانجو.
وقال عياد عودة "مزارع" إن كل من حصل على دبلوم زراعة بدأ يتاجر في الأدوية والمبيدات الزراعية، وانتشرت الأدوية الفاسدة في كل الأراضي.
وأضاف "أصبح الفلاح مطاردا من الجميع، من بنك التنمية الزراعية ومن التجار لاستدانتهم ومن أصحاب محال المبيدات لعدم تسديد كافة الفواتير وبعد كل ذلك مفيش محصول".
يُشير عياد إلى شجرة مانجو "زبدة" قائلاً "هذه مثلاً شجرة من المفترض أنها أكثر الأشجار إنتاجاً على مستوى الإسماعيلية، لكنها أمام الكل ليس بها ثمرة واحدة".
يطالب عودة بضرورة فرض الرقابة على جميع محال الأدوية ومراقبة استيراد الأدوية، مُشيراً إلى أن الغالبية العظمى للتجار يستوردون أدوية ومبيدات فاسدة وتمر على جميع أكمنة الشرطة حتى تصل للفلاح في الأخير.
وقال محمد يحي "مزارع" إن الفلاحين ينتظرون موسم المانجو للإنفاق على عائلتهم ومصاريف دخول أطفالهم المدارس.
وأضاف "أروح اشتري الأدوية من محال المبيدات والأدوية وأرش به المانجو يسقط الثمر على الأرض، والمحصول هذا العام صفر".