صحيفة: ضربات التحالف مؤثرة لكنها لا تعني الانتصار
قالت إذاعة "صوت أمريكا" إنه على الرغم من الخسائر البشرية التي تحققها قوات التحالف في صفوف داعش، فإن القضاء على التنظيم ليس بالأمر الهين، فلم يبدو أن الضربات السابقة للتنظيم قد أثرت بشكل كبير على وجوده وقوته. إلا أن مسؤولين في الحكومة الأمريكية على الجانب الآخر يعتبرون أن سقوط قتلى في صفوف التنظيم يؤثر على قوته، وإن لم يعن ذلك تحقيق الانتصار.
ونقل تقرير الإذاعة تصريحا لنائب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، للإذاعة الفرنسية، الأربعاء، أشار فيه إلى أن خسائر تنظيم "داعش"، ربما تزيد على 10 آلاف شخص منذ بداية الحملة ضد التنظيم.
وأشار التقرير إلى أن عدد القتلى في صفوف التنظيم قد يصل إلى 30 أو 40% من قوته القتالية، التي تتراوح بين 22 ألف إلى 32 ألف مقاتل، وفقا لتقديرات الاستخبارات الأمريكية، التي لم تقدم تفسيرا دقيقا لكيفية الوصول لهذه الأرقام.
أضاف التقرير أنه على الرغم من الخسائر الفادحة بين صفوفه، فإن داعش رفض التراجع، ووجد طرقا لإطلاق حملات ناجحة للاستيلاء على مدن، مثل الرمادي في العراق، وتدمر في سوريا.
ونقل التقرير عن بيل روجيو، زميل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن الولايات المتحدة استهانت بقوة داعش وقدرته الإستراتيجية في كل من سوريا والعراق". ويعتقد روجيو أن داعش كان لديه 50 ألف مقاتل في صفوفه على الأقل، في الوقت الذي بدأت فيه الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة والعراق في أغسطس الماضي، بينما يرى محللون آخرون أن أعداد مقاتلي التنظيم هي أكثر من ذلك.
كما قال المسؤول السابق بالاستخبارات الأمريكية، بول بيلار، إن داعش استمر في جذب المجندين من الدول الغربية بسبب نجاحاته الواضحة على مدى العام الماضي، وأن التنظيم قادر الآن على استخدام هذه الأعداد لصالحه.
على الجهة الأخرى، يشير التقرير إلى أن المسؤولين الأمريكيين مقتنعون بأن أعداد القتلى في صفوف داعش تحقق خسائر حتى ولو ظلت قوة التنظيم قائمة، ونقل التقرير عن مسؤول استخباراتي أمريكي أن "ضغط التحالف ضد داعش أجبر التنظيم على تغيير تيكتيكاته والتخفيف من حدته في الكثير من المناطق.
أضاف المسؤول، الذي رفض كشف هويته، "أن أعداد المقاتلين الذين لاقوا حتفهم في داعش منذ أغسطس الماضي تحت وطأة ضربات التحالف، أدى إلى إعاقة وخلخلة قوته".
ويعتقد أيمن جواد التميمي، الزميل في منتدى الشرق الأوسط في الولايات المتحدة، إن استيلاء داعش على مساحات واسعة من الأراضي العام الماضي هو شئ من الماضي، وأن داعش لا يمتلك موارد عسكرية غير محدودة لشن معركة على جميع الجبهات.
أضاف التقرير أن المسؤولين الأمريكيين يقولون إنه ليس لديهم أي أوهام بشأن مواجهة التنظيم، وأن عدد القتلى أمر مختلف عن الحديث عن تحقيق الانتصارات".
ونقل التقرير عن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، ماري هارف، خلال مؤتمر صحفي الأربعاء قولها "ليس هذا هو المقياس الذي نبني عليه أحكامنا بشأن فاعلية الأداء العسكري".