الجنسية الأمريكية.. كلمة السر !!!
أصبحت الجنسية الأمريكية هي كلمة السر للهرب من أي جريمة يمكن أن يرتكبها إنسان على أرض مصر.. يمكنك أن تقتل.. أن تسرق.. أن تحرق وتخرب.. أن تفجر القنابل في كل مكان .. أن تعلن تشكيل عصابة مسلحة وتطلق عليها أي اسم يحلو لك وتمارس الإرهاب.. وعندما يتم القبض عليك وتحاكم طبقا للقانون المصري ساعتها يمكن أن تستعمل كلمة السر.. الجنسية الأمريكية.. ولو كنت تخفيها من قبل فلا بأس أن تعلن عنها في الوقت المناسب حتى لو كنت من مدعي العداء مع أمريكا .. وحتى لو كنت تطلق عليها لقب الشيطان الأكبر أو الدجال الأعظم .. حتى لو كنت تردد شعارات من عينة أن أمريكا راعية الإرهاب وداعمة الانقلاب و صاحبة الفكر الماسوني .. ليس مهما ان تكون في الظاهر عدوا لأمريكا فكل هذه التفاهات ستختفي عندما تعلن عن جنسيتك الأمريكية .
وليس مهما أن تتنازل عن جنسيتك المصرية في مقابل الاحتفاظ بالجنسية الأرقى والأهم في العالم لتخرج من دائرة العقاب على أي جريمة ارتكبتها في حق مصر والمصريين.. لو قتلت ضباط وجنود الشرطة في مصر أو أحرقت ضباط الجيش المصري أو نحرتهم.. ليس مهما أن تكون فجرت قنابلك في الأبرياء من المصريين.. ليس مهما أن تكون أحرقت المنشآت الحكومية والمدنية.. ليس مهما أن يكون من بين ضحاياك أطفال أو نساء أو شيوخ كبار.. فكل هذا يتضاءل أمام الجنسية الأمريكية !
أعلن عن جنسيتك الأمريكية وتنازل عن مصريتك تخرج بسلام آمنا مطمئنا من بلاد الظلم إلى بلاد العدل والنور.. فهكذا انتهت قصة الإخواني محمد سلطان الذي ظل في محبسه مضربا عن الطعام حتى اعتبرته آلة الإعلام الإخوانية بطلا ورمزا للصمود.. وكانت صوره وهو عاجز عن الحركة تظهر في صحفهم وفضائياتهم في قطر وتركيا لتبين للعالم مدى الظلم الواقع على الإخوان في مصر.
انتهى الأمر بمحمد سلطان نجل القيادي الإخواني صلاح سلطان الذي أدى دورا تمثيليا رائعا أمام هيئة المحكمة وهو يقف إلى جوار نجله المريض والمتهالك جراء الإضراب عن الطعام وطالب بسرعة الإفراج عنه.. حتى فوجئ الجميع بالإفراج فعلا عن سلطان الصغير بحجة تنازله عن الجنسية المصرية.. إذن فلا وجه للتحفظ عليه أو وضعه في سجون مصر لأنه يحمل الجنسية الأمريكية.
ولأن الأمر هنا يخضع لاتفاقيات وقعتها مصر لتبادل المجرمين فقد تم تسليم سلطان الأمريكي إلى سلطات الدولة التي يحمل جنسيتها وهي أمريكا التي أرسلت سيارة خاصة لنقل مواطنها الأمريكي إلى المطار وقامت بالحجز له في الدرجة السياحية.. ومن الطبيعي أنه بناء على قرار تسليمه كمتهم في جرائم إرهابية أن يحاكم هناك على نفس الجرائم أو أن يقضي العقوبة المقررة له هناك في سجون أمريكا.. ولكن هذا بالطبع لم يحدث لأن أمريكا هي في النهاية راعية الإرهاب ومصدره الوحيد في منطقة الشرق الأوسط التي تريد السيطرة عليها عن طريق الفتن والوقيعة بين المسلمين بعضهم البعض وبينهم وبين المسيحيين.. وكذلك بين الفرق الإسلامية المختلفة من سنة وشيعة وصوفية ووو ...
وصل المناضل الكبير محمد سلطان إلى الأرض الطاهرة.. أرض أمريكا العامرة.. ولأنها أرض الطهارة والنقاء وأرض المعجزات فقد دبت الحياة من جديد في الشاب المنهار وغير القادر على الحركة.. وجرت الدماء في عروقه وبعد أن كان عاجزا عن الحركة رفع ذراعه لأعلى ليعلن علامة النصر ويحيي الجماهير التي كانت في انتظاره.. وقام من كرسيه المتحرك ليسجد على أرض أمريكا ويقبل ترابها الطاهر مرددا أنه يحب العلم الأمريكي والعدالة الأمريكية.
وهكذا تجسدت المعجزة الإلهية وظهرت جلية على أرض أمريكا المقدسة.. وتلاشت شعارات الوطنية وحب الوطن والموت على أرضه والدفاع عنه حتى آخر نقطة دم.. ويبدو أن الحديث كان عن وطن آخر غير مصر التي يتنازلون عن جنسيتها كأنهم يبيعون أو يشترون متاعا من متاع الدنيا وليس عن وطن يعز علينا أن نراه في هذه الحال.
وحتى لا ننسى فهي ليست المرة الأولى التي يتنازل فيها مصري عن جنسيته المصرية حتى يفلت من العقاب وخلية الماريوت أقرب مثال على ما نقول.. إنها كلمة السر التي لايعرفها ولا يقدر على ترديدها أي مصري.. فلابد أن يكون منتميا لبلد آخر حتى يبيع بلده بالرخيص.. فلا أحد يستطيع أن يخرج الجني من الفانوس السحري الأمريكي إلا أصحاب الحظوة والجنسية الأمريكية.. إنها كلمة السر التي لايعرفها إلا المقربون من الشيطان الأعظم.
ولكن هل سيظل المتحررون من عبودية مصر بعد أن حصلوا على حريتهم في أمريكا.. هل سيبقون على عهدهم في عداوة أمريكا والنظر إليها على أنها الدجال الأعظم أم أنهم سيغيرون قناعاتهم ومبادئهم بمجرد أن تلامس جباههم تراب أمريكا الطاهر وهم يقبلونه حمدا لله على النجاة من حكم العسكر في مصر.
وهل سيظل الباقون في مصر يرددون نفس الشعارات المعادية لأمريكا التي ثبت بالدليل القاطع أنها فعلا ماما أمريكا لكل ثوار مصر حتى الإخوان .. إنه حقا زمن العجائب !!!