التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 11:26 م , بتوقيت القاهرة

6 رسائل بعثها السيسي للألمان خلال مؤتمره مع ميركل

قال المحلل السياسي والباحث في العلاقات المصرية الألمانية بجامعة عين شمس، محمد جمال الدين، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي بعث برسائل مختلفة للجانب الألماني، خلال سطور كلمته التي ألقاها في المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشارة أنجيلا ميركل، عقب انتهاء مشاروات ثنائية بين الجانبين، اعتمدت على مد جسور التعاون الثنائي.


رسالة تصالح


ولفت جمال الدين إلى أن صياغة الكلمة كانت دقيقة ومرتبة وذات أولوية في ترتيب الأفكار التي جاءت بها، قائلا إن السيسي استهل كلمته بالتأكيد على مفهوم الصداقة بين الجانبين، في رسالة منه إلى ضرورة نبذ أي خلافات، وتغاضيه وطاقمه عن حملة التصريحات التي صدرت عن مسؤولين ألمان قبيل وصوله.


وأوضح أن نص كلمة السيسي حملت تقديمه الشكر إلى ميركل على حسن الاستقبال والضيافة، مشددا على أن مصر تعتز بعلاقات الصداقة والتعاون القائمة مع ألمانيا، حيث تستند على أساس متين من التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وجار العمل على ترسيخها.


رسالة اقتصادية


يكمل الباحث السياسي قراءته لخطاب السيسي في ألمانيا، بقوله إن الرئيس إتبع نفس مبدأ الألمان في العمل، ولم يسهب في الكلام الدبلوماسي ذو الخلفيات الخاصة بالمجاملة، ودخل مباشرة في الحديث عن الاقتصاد والاستثمار، حيث ركز خلال كلمته على أن هدف زيارته ومجمل مباحثاته مع ميركل تطرقت إلى التعاون الثنائي في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وكذلك إشادته بنتائج مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الذي بلور علاقة استثمارية بين البلدين.


وأضاف جمال الدين أن السيسي كعادته بعث برسائل طمأنة للمستثمرين الألمان، من خلال التأكيد على وجود برنامج شامل في مصر، خاص بالتنمية حتى عام 2030، بجانب قرب صدور قانون الاستثمار الجديد بغية تشجيع الاستثمارات.


رسالة تسويقية


الباحث محمد جمال الدين أشار إلى أن السيسي استغل فرصة وجوده في إحدى أهم قلاع الصناعة في العالم، وروّج وسوّق لمشروعات مصر، من خلال إعلانه عن استضافة مصر للمنتدى الاقتصادي العالمي الخاص بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مايو من العام المقبل.


وشدد على أن هذا المؤتمر يأتي دليلا على مدى صلابة عزيمتنا على تنفيذ برامجنا للإصلاح الاقتصادي، وعلى صدق رغبتنا في تطوير أطر التعاون الاقتصادي والاستثماري الدولي.


رسالة سياسية


السيسي، وفقا لتحليل جمال الدين، تعمد تأخير الحديث في السياسة، خلال كلمته، وكانت المرحلة الرابعة له، نظرا لأن الأجواء السياسية بين مصر وألمانيا، ليست على ما يرام، وعليه فضل الرئيس تركها لنهاية كلمته، حتى يجذب انتباه الحاضرين والمتابعين الألمان لكلمته، وبخاصة رؤيته في أن الحديث في الاستثمار مع الألمان أهم من السياسة لوجود خلافات كثيرة طفت على السطح قبل وصوله لأرض برلين.


وتابع الباحث السياسي أن الرئيس حاول التأكيد على دخول مصر إلى مرحلة تحول ديمقراطي وخارطة مستقبل، لافتا إلى أنه لم يذكر مصطلح "خارطة مستقبل" منذ شهور، معتمدا على أن كل بلدان العالم اعترفت بنجاح ثورة يوينو، عدا ألمانيا، وهو ما دفعه لإعادة ذكرها، للتأكيد على مراحل خروج مصر من أزمتها السياسية خلال الفترة المنصرمة.


رسالة حقوقية


رأى الباحث بجامعة عين شمس أن السيسي داعب مشاعر المجمتع الألماني عندما ركز في كلمته على حقوق الإنسان، وحق الشعب في اختيار حياة كريمة يعيشها بإرادته، وهو ما ظهر خلال نص كلمته: "إن مصر تسير على خطى ثابتة لتحقيق طموحات الشعب ومطالبه بإرساء دعائم دولة ديمقراطية، تطلق طاقاته وتحمي حقوقه وحرياته، دولة عصرية ومجتمع متفاعل من خلال إسهام مؤسساته في الجهود الدولية المبذولة لتحقيق التقدم وإثراء القيم الإنسانية المشتركة " بما يعني إنه يحاول كسب تأييد مجتمعي في ألمانيا.


رسالة عمل مشترك ضد الإرهاب


وأضاف المحلل السياسي أن الرئيس نجح في وضع يده على جرح تعاني منه ألمانيا خلال هذه الفترة، وهو الإرهاب مثلها كباقي الدول الأوروبية، بعد إشارته خلال كلمته إلى أن لقائه وميركل تطرق إلى ملف مُكافحة الإرهاب، حيث شدد على ضرورة تكاتف جهود البلدين للقضاء على هذه الظاهرة واقتلاعها من جذورها، لأنها آفة تهدد الدول في الأقليم وفي أوروبا، وتطرق إلى ظاهرة المقاتلين الأجانب.