قالت صحيفة "لوبوان" الفرنسية إن مصر تقع حاليًا بين تهديد الفقر والإسلاميين، مشيرة إلى أن البلاد يهددها أكثر من أي وقت مضى الانفجار الاجتماعي، على الرغم من الاتجاه نحو إصدار أحكام قضائية وصفتها بالقاسية. وعزت الصحيفة ذلك إلى ما وصفته بـ"عدم تحقيق ثورة 25 يناير لأهدافها"، المتمثلة في إعادة توزيع الثروات وتحقيق العدالة الاجتماعية، فضلا عن تراجع  آمال تحقيق الديمقراطية.

وأضافت الصحيفة أن البلاد قد تشهد سيناريوهين، إما حرب عصابات يشنها الإسلاميون لزعزعة استقرار البلاد، أو تمرد من الطبقة التي تعاني من فقر مدقع، على حد وصفها، وأشار التقرير المنشور على موقع الصحيفة، اليوم الأربعاء، إلى أن السيناريو الأول قد يستغله المتطرفون الإسلاميون ردا على الحملة التي تشنها الحكومة المصرية، وخاصة في أعقاب سلسلة أحكام الإعدام الصادرة ضد الرئيس الأسبق محمد مرسي وعدد من قيادات الإخوان.

استغلال سياسي من قبل اليساريين والإسلاميين

أوضح التقرير أن اليساريين والإسلاميين يتهمون الحكومة بالتمييز بين مختلف أطياف الشعب، قائلا إن عدد كبير من السكان يعانون من صعوبة الحصول على المياه، والطاقة، ويعانون من حياة بائسة، وهو ما قد يستغلوه لتأجيج الأوضاع، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي لإطلاق حملة ”بورتو الشعب”، التي ترصد حال المرافق والمناطق والخدمات التي تقدم للشعب المصري، هو الشعور بعدم المساواة.

التيار اليساري "ضعيف"

وصف التقرير جبهة اليسار في مصر بأنها ضعيفة، مشيرا إلى أنها فقدت مصداقيتها بعد دعمها للجيش المصري ضد الإخوان، وضرب المثال بحركة اليساري حمدين صباحي، التي اختفت تماما من المشهد السياسي.

انفجار .. خطر حقيقي

ولفت التقرير إلى أن الشرطة المصرية مازالت تعامل معارضيها بقسوة، وربما تخلق مزيدا من الأعداء، وقال جلبير أشقر، أستاذ العلوم السياسية، في معهد الدراسات الشرقية والإفريقية، في جامعة لندن، إنه على الرغم من أن انعدام الحرية يجعل من المستبعد اندلاع انتفاضة فورية، إلا أن الجبهات التي قد تشارك في تلك الانتفاضة عددها قليل.